عقدت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب برئاسة اللواء سعد الجمال اجتماعا اليوم الثلاثاء، لمناقشة آخر تطورات الوضع فى العراق.
وقالت اللجنة فى بيان لها اليوم: كان الغزو الأمريكى للعراق سنة 2003 بدعوى الحرب على الإرهاب هو البداية الحقيقة لزرع جذور الإرهاب، الذى نما وترعرع فى مناخ الفوضى الشاملة التى عاشها العراق لسنوات طوال، حتى تفشى فى ربوعها، وارتبط بتحالفات دولية أو إقليمية فضلا عن الفتن الداخلية مذهبيًا وعرقيًا .
وأضاف البيان: إذا كانت معركة الموصل التى تجرى حاليًا ضد تنظيم داعش الأرهابى، بمشاركة العديد من القوى المحلية والخارجية، فإن ما بعد المعركة وتأثيراتها الجانبية هو ما يشكل مستقبل الدولة العراقية الشقيقة .
وعلى ضوء آخر المستجدات فى الشأن العراقى، فقد عقدت اللجنة صباح اليوم 20/12/2016 اجتماعًا لبحث هذه المستجدات والتطورات والتى خلصت إلى عدد من النقاط على النحو التالي:
أكدت لجنة الشئون العربية إن الفوضى والدمار والإرهاب لم يستشر إلا بعد الغزو الأمريكى الغاشم فى عام 2003 للأراضى العراقية وتأبى أن تغادرها بشكل أو بآخر، وهو الأمر الذى أقر به صراحة الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب.
واستطردت اللجنة فى بيانها، أن معركة الموصل وإن بدت محسومة لصالح الجيش العراقى وحلفائه، إلا أنها لازالت طويلة نظرًا للصعوبات الجغرافية والاكتظاظ السكانى على اتساع رقعتها، بالإضافة إلى أن المشاركين فى المعركة قد تنوعت مشاربهم، فمن جيش وطنى إلى حشد شعبى يدين لإيران بالولاء إلى بشمركة كردية إلى تحالف دولى بقيادة الولايات المتحدة وغيرهم، فماذا بعد المعركة؟!! فى ظل عدم وجود خطط أو مساحة متفق عليها بين كل هذه العناصر المتباينة.
وتابع البيان أن المأساة الإنسانية التى يتعرض لها المواطنون العراقيون في الموصل وغيرها من نزوح وتشريد وقلة موارد، تحتاج إلى علاج فورى، وإن جزءا لا يستهان به من مقاتلى داعش هم عسكريون سابقون في نظام البعث العراقى، فما هى الضمانات التى تمنع عودتهم إلى مقاتلة الدولة والشعب العراقى تحت أى مسمى آخر.
واستنكرت لجنة الشئون العربية التدخلات الإقليمية السافرة من إيران وتركيا فى الشأنين العراقى والسورى، ومحاولات فرض النفوذ وتحقيق أطماع استراتيجية فى المنطقة، مؤكدة أن المخاطر الجسيمة مازالت تهدد وحدة وسلامة العراق وخطط التقسيم المعدة لتحويله إلى دويلات لضرب الأمن القومي العربي في الصميم.
وأردف البيان أن التأثير السلبى لكل تلك الأحداث انعكس على الاقتصاد العراقى الذى كان يعد من أقوى اقتصاديات المنطقة، مشيرا إلى أن مصر تقوم بدور فعال ونشط لدعم وتقوية العلاقات المصرية العراقية في سائر المجالات مع تقديم الدعم والمساندة الكاملة في حرب تحرير الموصل.
وقد أسفرت المناقشات عن التوصيات الآتية:
ثمنت اللجنة دور وزارة الخارجية فى جميع المساعدات السياسية والاجتماعية لدولة العراق، كما تطالبها ببذل المزيد من الجهد لتفعيل دور العراق عربيًا، مشددة على ضرورة مواجهة مظاهر تفكّك الدولة والتقسيم الفعلي بالتنسيق مع القوى السياسية والدينية والمذهبية.
وأوصت لجنة الشئون العربية ببناء تحالف إقليمى بين مصر ودول الخليج العربى، لأنه من الصعوبة بمكان لإحدى هذه الدول مواجهة إيران بمفردها.
كما أوصت بالتحضير لحملة إعلامية كبرى توثّق النشاطات المعيبة في العراق، والتأثير غير المبرر في السياسة، ورعاية العنف ضد العراقيين، وتدويل الحملة على المستوى الدولى، مشددة على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الممكنة من أجل الحفاظ على حياة المدنيين الأبرياء في خضم المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابى، الذى يتخفى وسط المدنيين متخذًا منهم دروعًا بشرية.
واختتمت اللجنة بيانها مشددة على أهمية مساعدة الدولة العراقية على تأكيد مفهوم الدولة القومية وبناء دولة المواطنة في تعاملها مع مختلف الطوائف، ونبذ التمييز بين المواطنين بجميع أشكاله، واحترام مبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية؛ حيث تمثل مبادئ المساواة ومحاربة الطائفية، أهم حصانة ضد محاولات التقسيم التي تستهدف العالم العربي أجمع.