كتبت هدى أبو بكر
قال الكاتب الصحفى الكبير جمال فهمى فى رثائه عن الأستاذ محمد حسنين هيكل، إننا فقدنا قامة هائلة ليس لها منافس فى شموخها وارتفاعها وتأثيرها نحو قرن من الزمان، كان الأستاذ محمد حسنين هيكل يحفر مجرى ليس فقط فى المهنة التى حتى وإن كان بعضنا يختلف معه فى الآراء، فإنه لا يختلف أحد على أنه حفر المجرى الأكثر احتراما والأكثر عمقا فى الصحافة، فضلا عن دوره الوطنى والقومى والإنسانى الذى لعبه فى حياته.
وأضاف فهمى فى تصريح لـ"برلمانى"، أن هيكل قامة يعجز الكلام المختصر أن يعبر عنه، وعزاؤنا أن تراثه سيبقى وغير قابل للموت، سيبقى ويعيش معنا يلهمنا ويعلمنا حتى بعد رحيله.
وأشار فهمى إلى أنه على الجانب الأنسانى، فإنه خسر الشخصية الذى كان يعتبرها أبا آخر غير أبيه، مؤكدا على أن هيكل ربما لا يعرف كثيرون أنه كان يفيض بالحب والعطاء لكل من يتعامل معه، وربما لا يعرف كثيرون أن صحفيا صغيرا أو مواطنا عاديا يمكن أن يتصل بمكتبه ويطلب لقاءه وكان هيكل لا يتردد عن تلبية هذا.
وقال فهمى، إنه لقاءاته معه كانت واسعة وكان آخر مرة التقاه يوم عيد ميلاده الماضى، مشيرا إلى أنهم اعتادوا على هذه العادة يوم مولده، وقال خلال هذا اللقاء كان متألقا ورائعا رغم أنه كان خارجا من حادث مؤلم أصاب إحدى رجليه لكن كما عاهدناه متدفقا يفتح كل القضايا أمامنا، هذا معلم كبير تعلمنا منه أن الصحفى ثقافة ومعرفة واطلاع، وهو كان مثقفا وفنانا ومبدعا.