كتب تامر إسماعيل
كان استبعاد الدكتور سعد الجيوشى، وزير النقل، من منصبه وتعيين الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة، بدلا منه، أحد أهم مفاجآت التعديل الوزارى، الذى أجراه اليوم المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، والذى تضمن 10 وزراء جدد أدوا اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى.
والمفاجأة لها سببان، الأول هو أن سعد الجيوشى كان متوقعا له الاستمرار فى منصبه، لأنه أكثر التنفيذين فى حكومة محلب السابقة وحكومة شريف إسماعيل الحالية، الذين تبنوا تنفيذ ومتابعة المشروع القومى للطرق، الذى طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث كان الجيوشى رئيسا للهيئة العامة للطرق والكبارى فى حكومة محلب، ووزير للنقل فى حكومة شريف إسماعيل، وكان متوقعا له أن يستمر حتى يتم الانتهاء من المشروع تماما خلال الأشهر القليلة المقبلة.
السبب الثانى للمفاجأة هو أن تولى الجيوشى لوزارة النقل جاء بعد أزمة واجهها عندما كان رئيسا للهيئة العامة للطرق والكبارى، عندما تقدم باستقالته على خلفية تصريحات إعلامية له اعتبرها الكثيرون غير موفقة، عقب حادث أتوبيس المدرسة الذى راح ضحيته عشرات الأطفال العام الماضى، مما تسبب فى استقالته، حتى جاء تشكيل شريف إسماعيل لحكومته وكان اختياره للجيوشى وزيرا للنقل، وأعطى ذلك انطباعا لدى الجميع أن الجيوشى تم استبعاده من الهيئة لامتصاص الغضب، لكنه جاء وزيرا تكريما له وتأكيدا على كفاءته، ولأنه أيضا الأكثر متابعة للمشروع القومى للطرق الذى تعول عليه الحكومة كثيرا كإنجاز يحسب لها ولفترة حكم الرئيس السيسى.
لذلك كان استبعاد الجيوشى اليوم مثيرا لتساؤلات كثيرة، حول السبب وراء استبعاده، رغم أنه قطع شوطا كبيرا فى ملف المشروع، الذى حقق فيه أكثر من 90% من المطلوب، كما أعاد أيضا تساؤلات، حول السبب من اختياره وزيرا من الأساس بعد إجباره على الاستقالة من الهيئة العامة للطرق والكبارى إذا لم يكن هناك ثقة فى قدراته وكفاءته؟