قدم برنامج "فكر الأئمة" المذاع على قناة أزهري، حلقة عن سيدنا أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، حيث يعد من أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، فهو أول من آمن برسالة النبي محمد ﷺ، وأحد أكثر الصحابة تفانيًا في نصرة الدعوة الإسلامية، وكان الصديق مثالًا للوفاء والإخلاص، حيث ساند النبي منذ اللحظة الأولى، مؤمنًا بكل ما جاء به دون تردد.
وأوضح البرنامج أنه منذ بداية البعثة، كان أبو بكر إلى جانب النبي ﷺ في كل المواقف، سواء في مواجهة قريش أو في الهجرة إلى المدينة. ولم يقتصر دوره على الدعم المعنوي فقط، بل كان يضحي بماله ونفسه في سبيل نصرة الإسلام، حتى أن النبي قال: "ما نفعني مال أحد ما نفعني مال أبي بكر".
وأشار البرنامج إلى أنه كان من أبرز مواقفه الثبات أمام الشائعات حول حادثة الإسراء والمعراج، حيث قال كلمته الشهيرة: "إن كان قال فقد صدق"، ليؤكد عمق إيمانه المطلق بالنبي ﷺ. كما كان المدافع الأول عن رسول الله حين تعرض للأذى من المشركين، حتى فقد وعيه بسبب الضرب، لكنه بمجرد أن استعاد وعيه كان أول ما سأل عنه هو النبي، مما يعكس مدى حبه وولائه له.
ولم يكن كرمه يقتصر على النبي ﷺ وحده، بل امتد ليشمل المسلمين كافة. كان ينفق أمواله بلا حساب لمساعدة المحتاجين، حتى إنه في أحد الأيام عندما وصلت قافلته إلى المدينة، وزّع كل ما فيها على الفقراء قبل صلاة الظهر. لم يكن يملك سوى جلبابه الوحيد، وعندما جاءه رجل مسن يطلب المساعدة، لم يتردد في خلع جلبابه ليمنحه إياه، في مشهد يجسد قمة الإيثار والتواضع، وعندما سأله النبي عن أكثر آية تبعث الأمل في القرآن، أجاب: "كل يعمل على شاكلته"، مما يدل على مدى تعمقه في فهم الدين. وعندما تساءل عن تفسير آية "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية"، أوضح النبي أن هذا النداء يوم القيامة سيكون خاصًا بأبي بكر الصديق، في إشارة إلى مكانته السامية عند الله.
وبذلك، يظل أبو بكر نموذجًا خالدًا في الإيمان والتضحية، ويوم القيامة، سيُنادى عليه مباشرة من الله، تكريمًا لصدقه ووفائه، ليكون من أهل الجنة برضوان الله.