كتب محمد أبو عوض
أعلن حزب التحالف الشعبى الاشتراكى برئاسة مدحت الزاهد، فى بيان له، إدانته القوية للجرم الجديد الذى ارتكبته "زبانية الداخلية" –على حد وصف البيان- باقتحام مقر نقابة الصحفيين فى اليوم العالمى لحرية الصحافة فى انتهاك سافر للقانون ومحاولة واضحة للترهيب والانتقام من القوى الحية فى المجتمع التى كانت ضمن طلائع ثورة يناير 2011 المجيدة، وقد بدا واضحاً للعيان مدى استهانة أجهزة القمع بالدستور والقانون والمواثيق الدولية، حيث يتمتع بإسناد ومباركة القيادات السياسية التى تتصور أن بإمكانها استعادة كل سمات نظام مبارك، لحماية المصالح الخاصة لقوى الفساد والاستبداد والاستغلال والاحتكار، تمهيداً للانخراط الكامل فى مشروع الشرق الأوسط الجديد برعاية أمريكية وعلاقات تبعية وخضوع مقيت للرجعية العربية.
وأكد الحزب، أنه لن يقبل إزاء اقتحام نقابة الصحفيين بأقل من المحاسبة الحقيقية لمن أصدروا الأوامر ومن نفذوا هذا الجرم الواضح، وفى حدها الأدنى الإقالة الفورية للقيادات المسئولة فى الداخلية، وفى مقدمتهم وزير الداخلية، والمبادرة بحوار مجتمعى حقيقى حول إعادة هيكلة هذه الوزارة التى أصبحت خطراً على مدنية وكيان الدولة ذاته، كما نطالب بالإفراج الفورى عن سجناء الرأى، وخاصة من شباب الثورة.
كما يؤكد الحزب أن معركة حماية استقلال النقابات وكل مؤسسات المجتمع المدنى لن تثنيه ولن تلهيه عن الاستمرار فى معركة إسقاط جرم العصر المتمثل فى تنازل السلطة عن جزء استراتيجى عزيز من أرض مصر، كأول سابقة من نوعها فى التاريخ، وخاصة أن الهجمة على الحريات تتصاعد فى إطار محاولات النظام المستميتة للتعمية عن اتفاقية الجزر ومحاولة إشغال القوى الوطنية عن أهدافها الرئيسية.
وإذا كان النظام قد فوجئ إلى حد ما بتصاعد الرفض الشعبى لسياساته فى كل المجالات، فإنه يحاول لملمة خيباته بتصعيد المطاردات والقمع للأحزاب والصحف والجماعات والنقابات والشخصيات الوطنية، وهو ما يكشف عن حقيقة مؤسفة بأنه لم يدرك بعد أسباب سقوط مبارك.
وإزاء هذا القمع الممنهج يؤكد الحزب أن التغول على الحريات وإرهاب الوطنيين والديمقراطيين لن يثنياه – مع سائر القوى الوطنية – عن الاستمرار فى النضال من أجل مصر حرة ومدنية وديمقراطية تنعم بالعدالة الاجتماعية.
كلمة أخيرة لجموع الشعب المصرى، أن أى تنازل مهما كان صغيرا عن حقوقنا وحرياتنا سيفتح شهية النظام للإقدام على المزيد.
أما سلطة النظام.. فإننا نتهمها بأوضح العبارات بانتهاك القانون والدستور والمواثيق الدولية، وقبل ذلك وبعده انتهاك القيم الوطنية والديمقراطية الأصيلة.. لن تفلح قوى الثورة المضادة.. والشعب المصرى على المقاومة والصمود.