كتب محمد محسن أبو النور
تختلف الدبلوماسية البرلمانية عن الدبلوماسية التقليدية أو دبلوماسية وزارات الخارجية فى عدد من الأمور المهمة، منها أنها لا تحمل صفة الرسمية ولا تتحمل الدولة تبعاتها كما هو الحال فى شان الدبلوماسية التى يمارسها السفراء والملحقين وغير ذلك، ونظرا لأهميتها وانتشارها على نحو موسع فى أروقة العمل النيابى بالسنوات الأخيرة نتعرف من خلال السطور التالية على مصطلح "الدبلوماسية البرلمانية".
نواب الشعب والدبلوماسية
على خلاف الدبلوماسية الرسمية التى تقوم بها وزارة الخارجية فى الدولة، فإن ممثلى الشعب المنتخبين من أعضاء البرلمان هم الذين يتولون مسئولية رسم وتنفيذ الدبلوماسية البرلمانية، ولا يجب تصور تعارض بين الاثنتين، فعادة ما تأتى الدبلوماسية البرلمانية داعمة للدبلوماسية الرسمية وبالتنسيق معها تحقيقاً للمصلحة العليا للدولة، وفقا لما ذهب إليه الباحث البرلمانى أشرف عبد العزيز فى كتابه "الدبلوماسية البرلمانية".
أدوار الدبلوماسية البرلمانية
للدبلوماسية البرلمانية دور مهم فى توسيع مدارك وأفق البرلمانيين، ورؤيتهم حول القضايا المختلفة، وإطلاعهم على خبرات البرلمانات الأخرى، والسياسات والتشريعات التى تبنتها دول أخرى ومدى نجاحها وفعاليتها، وإمكانية تطبيقها، فضلا عن دور النواب من خلال "الدبلوماسية البرلمانية" فى دعم قضايا الأمة خاصة فى المسائل ذات الأمن القومى مثل: قضية سد النهضة.
ديمقراطية الحياة النيابية
تعكس الدبلوماسية البرلمانية اتجاها دوليا حديثا يؤكد أن ديمقراطية الحياة الداخلية للأمم تبنى امتدادها على ديمقراطية العلاقات بين هذه الأمم ولذلك فهى تشغل حيزا كبيرا فى مجال العلاقات الدولية إذ يعتبرها البعض دبلوماسية مكملة ومرافقة للنشاط الدبلوماسى الحكومى بمعنى أن البرلمانات بإمكانها أن تقوم بدور تكميلى وليس تنافسى مع الحكومات؛ بمعنى أنه ينتظر منها أداء دور دولى فعال فى معالجة القضايا الدولية واحتواء الأزمات، وهذا ما أثبتته الباحثة صبحة بغورة.
مميزات الدبلوماسية البرلمانية
تتميز الدبلوماسية البرلمانية بعدة خصائص رئيسية، تتعلق "بالتعددية"، وهى تلك التى ترمز إلى عدد المشاركين فى الدبلوماسية البرلمانية وتعدد وتداخل القضايا المدرجة فى جدول الأعمال وبرنامج العمل، فضلا عن "العلانية" وهو مبدأ يتيح للدبلوماسية البرلمانية أن تلعب دورا مهما فى دعم قضايا البرلمان على الأصعدة الخارجية.