كتب محمد رضا
فى إطار الاستعدادات لأول دور انعقاد لمجلس النواب لعام 2015، وبالبحث فى أرشيف برلمانات مصر السابقة، نجد عضو مجلس النواب السيد فوده بك، تقدم فى جلسة البرلمان يوم 10 مايو 1924، باستجواب لدولة رئيس الوزراء حينها سعد زغلول باشا، فى عهد الملك أحمد فؤاد الأول، حول جلاء الجنود الإنجليز عن الأراضى المصرية، مطالبا بالكشف لهم عن خطة الحكومة للتفاوض مع إنجلترا من أجل الجلاء، وأن يوضح لهم إذا كان هناك مقابل ستقدمه الحكومة مقابل جلاء جنود إنجلترا، وهو الأمر الذى اعتبره "سعد زغلول" اتهاما وليس استجوابا.
وجاء فى نص الاستجواب: "لا يخفى على دولة رئيس الحكومة أن تركيا قد تنازلت عن السيادة التى كانت لها على مصر، وبذلك أصبحت دولة ذات سيادة فى الداخل والخارج طبقا لقواعد القانون الدولى، وقد اعترفت إنجلترا بذلك الاستقلال، وكذلك باقى دول أوروبا، فإذا كان الأمر كما ذكر فلأى سبب لم تخرج الجيوش الإنجليزية من أرض مصر والسودان حتى الآن، مع أن إنجلترا وعدت مرارا بجلاء جنودها متى استتب الأمن ولله الحمد الأمن مستتب والأمة المصرية السودانية هادئة مطمئنة".
وتابع الاستجواب: "هل توجد حقيقة مبادئ مفاوضة بين دولة الرئيس وحكومة إنجلترا بخصوص جلاء الجنود الإنجليزية عن أرض مصر والسودان؟، فإذا كان الأمر كذلك، فهل لإنجلترا مطالب من الدولة المصرية نظير جلاء جنودها؟، وهل يمكن دولة رئيس الحكومة أن يقول لنا ما نوع هذه المطالب حتى يتحقق المجلس من أنها لا تمس استقلال البلاد فى الداخل والخارج؟، وعلى هذا أطلب من دولة الرئيس أن يبين خطة الحكومة نحو المفاوضة حتى يتناقش المجلس فيها ويكون على بينة من أمرها".
