كتب إبراهيم قاسم
أعاد حادث خطف الطائرة المصرية من مطار القاهرة والتوجه بها إلى مطار لارنكا القبرصى إلى الإذهان حادث اغتيال الكاتب الكبير يوسف السباعى، وزير الثقافة فى عهد الرئيس أنور السادات، على يد مجموعة من أفراد جماعة أبو نضال، والذين قاموا باختطاف طائرة من طراز dc-8 على متنها 16 شخصًا من رهائن مصريين وعرب كانوا يحضرون مؤتمرا فى نيقوسيا، وهبطت الطائرة فى مطار لارنكا الدولى بقبرص.
ففى 18 فبراير 1978، قامت مجموعة من أفراد جماعة أبو نضال باختطاف طائرة والتوجه بها إلى مطار لارنكا القبرصى واحتجاز رهائن، ومع تأخر السلطات القبرصية بالتفاوض مع الخاطفين أرسل الرئيس أنور السادات قوات من وحدات الصاعقة الخاصة، والتى دخلت دون استئذان السلطات القبرصية وشنت هجومًا على المطار.
وقامت القوات القبرصية بالاشتباك مع القوات المصرية، وأسفرت الاشتباكات عن قتل 15 من رجال الصاعقة المصريين، وجرح على ما يزيد على ثمانين مصابا من الطرفين، وتم القبض على باقى رجال الصاعقة المصريين، كما تم القبض على الخاطفين، وفى اليوم التالى أرسلت مصر الدكتور بطرس بطرس غالى، وزير الدولة للشئون الخارجية، إلى قبرص للتفاوض مع السلطات القبرصية لإعادة رجال الصاعقة المصريين للقاهرة مساهمة فى إنقاذ العلاقات الدبلوماسية المصرية القبرصية وتسليم الخاطفين لمصر لمحاكمتهم، وفى البداية رفضت قبرص عودة رجال الصاعقة لمصر بأسلحتهم إلا أن بطرس غالى رفض ذلك، وانتهى الأمر إلى عودة رجال الصاعقة المصريين بكامل أسلحتهم شريطة وضعها فى صناديق مغلقة يتم وضعها فى باطن الطائرة، وعاد رجال الصاعقة المصريين إلى مصر بكامل أسلحتهم ولم يتم تسليم الخاطفين ليتم محاكمتهم فى قبرص.
وبعد إقلاع الطائرة التى كانت تقل بطرس غالى ورجال الصاعقة المصريين من قبرص متوجهة إلى القاهرة، أعلنت السلطات المصرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قبرص وسحب الاعتراف بالرئيس القبرصى، وقام القضاء القبرصى بالحكم على الخاطفين بالإعدام- بعد عدة أشهر- وأصدر الرئيس القبرصى قرارا بتخفيف الحكم ليصبح السجن مدى الحياة، وبعدها تم إطلاق سراح الخاطفين وتهريبهم خارج قبرص.