كتب أحمد التايب
العودة إلى الحياة البدائية مرة أخرى شعار أصبح يتعاظم دوره بين الكثير من أهالى القرى المصرية خصوصا مع ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز بشكل جنونى، وانتشار السوق السوداء فى قرى ونجوع مصر، ومع تفاقم الأزمة فلم تجد المرأة الريفية مفرا إلا بالاتجاه إلى الأفران البلدى "الكوانين" البدائية لطهى الطعام لأسرتها.
هذا هو الحال فى قرية كفر منسابة مركز الفشن بمحافظة بنى سويف، حيث يعانوا أهلها ومواطنوها من نقص حاد فى حصة البوتاجاز نتيجة عدة أسباب يرصدها "برلمانى" كالتالى:..
فى البداية أكد عدد من الأهالى فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" وكالة "اليوم السابع" البرلمانية، أن قلة حصة القرية من الأنابيب هو السبب الرئيسى فى الأزمة، مؤكدين أن سكان القرية قرابة الـ8 آلاف نسمة، ويتم صرف الحصة على أنها 4.5 ألف نسمة فقط، وأنهم لم يحدثوا البيانات لمواطنى القرية منذ أكثر من 3 سنوات، مطالبين مركز المعلومات بالمجلس القروى بدلهانس بتحديث البيانات لمعرفة عدد سكان القرية بشكل حقيقى، ليتم تزويد حصة القرية للقضاء على هذه المأساة.
ومن جانبه أكد أحد الأهالى أن حق القرية ضائع بسبب إعطائه لبعض القرى الأخرى أو فى المركز من قبل المجاملات.
أما محمد أحمد، فيقول إن إسطوانات البوتاجاز اختفت تماماً من القرية دون أن نعرف الأسباب الحقيقية حتى القائمين على إداراتها يقومون بتجميع الكميات وعمل كشوف بها للتموين ولكن الكميات الواردة لا تكفى.
وأوضح أحمد حسين نعانى أشد المعاناة أثناء توزيع الأنابيب، حيث يزدحم مقر التوزيع وتحدث مشادات وخناقات من أجل الحصول على أنبوبة واحدة، مضيفا، أن هناك بيوت بتأخذ أكثر من أنبوبة وبيوت أخرى لم تجد حتى أنبوبة واحدة طوال الشهر.
بينما رصدت مواطنة مأساة المرأة فى القرية قائلة، فى ستات كتير بتضطر للجوء لاستخدام الكانون البلدى، لعدم حصولهن على أنبوبة، الأمر الذى يمثل غرهاقا كبيرا بسبب الدخان الذى يؤذى الأطفال والشيوخ، وكذلك عدم التمكن من تنظيف الأوانى بعد الطهى على الكانون.
أما أحد المتطوعين على توزيعها بالقرية، أكد أنهم يقومون بتجميع الأنابيب وإعطاء بونات ويتم توزيعها بالدور وطبقا لأرقام البونات، مؤكدا أنه لا توجد مجاملات على الإطلاق أثناء التوزيع، أما عن الأزمة، فالسبب هو قلة الحصة المقدرة للقرية.
وبسؤال الأستاذ أشرف سليم مدير مكتب التموين بمجلس قروى دلهانس أكد، أن القرية تحصل على حصتها دون نقص، وفى ميعادها، وأنهم فى المجلس لن يسمحوا بأى مجاملات، أو وجود سوق سوداء فى القرى التابعة للمجلس.
وعن سبب الأزمة أكد "سليم" أن الأزمة عامة على كل قرى المركز، موضحا أن حصة المجلس 9 آلاف أنبوبة فى الشهر فقط توزع بالعدل على كل القرى بناء على تعداد السكان بكل قرية.
وفجر أحد المواطنين مفاجأة، أنه لا يوجد مكان لتجميع الأنابيب، رغم وجود جمعية تابعة للتأمينات الاجتماعية، لكنها غير مفعلة، منذ أكثر من عامين، متسائلا، لماذا لم يتم تفعيلها؟ وأين الإعانات ومستحقاتها من مكتب التأمينات بالمركز؟