أزمة مياه الرى تهدد الزراعة فى الغربية بالموت.. والفلاحون: "الترع نشفت ولا يوجد تطهير"
مياه الرى
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 04:56 ص
محمد عز
تعانى الترع والمساقى الزراعية بمحافظة الغربية، من الجفاف وانعدام وصول مياه الرى لنهايات الترع، بسبب عدم التطهير وعمل الكراكات بشكل ثابت، والزحف العمرانى على الأراضى الزراعية.
وتقدم عشرات الفلاحين بقرية صناديد التابعة لدائرة مركز طنطا بشكاوى رقم 1715، تضرروا فيها من جفاف ترعة طنبيدى وتهديد زراعاتهم بالجفاف وبوار الأراضى الزراعية.
كما تقدم أهالى قرية اخناواى بشكوى رسمية أكدوا فيها عدم وصول مياه الرى لنهايات الترع ، مؤكدين أن الترع تحولت من مجرى مائى لمقلب قمامة كبير، ومأوى للحيوانات النافقة، ومصدر رئيسى للبعوض والحشرات الضارة بالقرية، وتهدد حاليًا جميع المساكن الواقعة عليها، بسبب انتشار الثعابين والفئران، فى ظل تجاهل الجمعية الزراعية ورى الغربية لما يحدث.
وقال أحمد مهنا، فلاح إنه بسبب جفاف الترعة من بداية الموسم الشتوى اعتمد الفلاح على مياه الصرف وهو ما يهدد بكارثة صحية فى المستقبل، وخاصة أن الفلاحين يعتمدون على مصارف مليئة بالكيماويات مثل مصرف كتشنر ومصرف محلة مرحوم، ومصرف عمر بك، وجميعهم محمل بالمواد الكيميائية ومخلفات المصانع فى طنطا والمحلة.
وأضاف إسماعيل شاهين، أن الترع بالغربية اعتادت على الجفاف منذ موسم الصيف الماضى وكان محصول الأرز مهدد بالموت ونتيجة الحصاد أقل من السنوات الماضية بسبب الاعتماد التام على مياه الصرف الصحى من المصارف الموبوءة، وبدأ موسم الشتاء بنفس المشكلة وما زالت الترع تعانى من الجفاف، مع بداية موسم الشتاء واضطر الفلاحون لرى أراضيهم من مياه المصارف.
وأكد هاشم حسن السيد مهندس زراعى، أن عمليات التطهير الدورية التى كانت تقوم بها وزارة الرى بالتنسيق مع وزارة الرى، وكانت الجمعيات الزراعية تقوم بهذا الدور بشكل رسمى ودورى، لكن هذا تم تجاهله تماما ولم يعد هناك أى اهتمام بالتطهير، وتسند عمليات التطهير لشركات خاصة ومقاولون، يقومون بدورهم بتأدية واجب فحسب ولم يتم التطهير المنشود.
وأكد مصدر بجهاز شؤون البيئة فرع وسط الدلتا، أن الرى بمياه المصارف وخاصة مصرف كتشنر ومحلة روح، يعتبر كارثة بيئية وصحية، وخاصة أن المصرف تسبب فى ارتفاع نسبة إصابة مواطنى المحافظة بأمراض الفشل الكلوى، وأمراض الكبد والتيفود والأمراض المتوطنة كالبلهارسيا، حيث تحتل المحافظة صدارة المحافظات الأكثر إصابة بتلك الأمراض الخطيرة، كما أن نسبة الوفيات بسبب هذه الأمراض تعدت أرقاما خطيرة فى ظل تجاهل الحكومات السابقة، وثبت ذلك فعليا من خلال نسبة المرضى المترددين على مركز الأورام بطنطا، ومقرات الغسيل الكلوى المنتشرة بالمحافظة فى المستشفيات الحكومية، وتعجز عن توفير كامل العدد للمصابين، مما يضطر بعض المرضى للغسيل فى محافظات أخرى أو مراكز خاصة بتكلفة مالية باهظة.
وأضاف المصدر أن المصرف الذى يعتمد عليه الفلاحون بالغربية به جميع أنواع السموم الخطيرة التى تتكون من مخالفات المصانع الكيميائية الخطيرة بمحافظة الغربية من مصانع الوبريات والغزل والنسيج، ودبغ الجلود ومصنع الزيوت والصابون بطنطا والمحلة، ومعاطن شركات الكتان، وجميع مصانع نسيج الدلتا والصباغة.
من جانبه قال الدكتور سمير الخولى عضو مجلس النواب، أن فى مركز طنطا قطاع كبير يعتمد على رى المنوفية وهو ما يعتبر أزمة حقيقية، بسبب تجاهل المسؤولين، مشيرا إلى أنه تم عمل محضر تضمينى سابق بين رى المنوفية والغربية لدراسة مشاكل الرى التابعة إداريا لمحافظة الغربية ،والتى تتبع رى المنوفية وتم وضع الحلول الممكنة.
وأضاف الخولى فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى " أنه بالنسبة لترعة البتانونية وهى الترعة الأم المغذية لهذه القرى تعانى من نقص مياه الرى بشكل دائم، وخاصة فى موسم الاحتياجات "الموسم الصيفى"، وتم اقتراح إنشاء مغذى مساعد من قناة طنطا الملاحية زمام إدارة رى الغربية، لتعويض نقص مياه الرى القادم من تلا منوفية، كما طالب المقترح بإحلال وتجديد كوبرى تقاطع طريق طنطا فيشا مع ترعة البتانونية، حيث إن الكوبرى يسبب اختناق فى مسار مياه الرى.