تحولت قرية شما التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، إلى سرادق كبير للحزن والدموع والبكاء والصراخ، ولكنة خلا من العزاء الذى رفضت أسرة الضحية "محمد عيسى العليمى" والذى لقى مصرعه، على يد أحد أفراد عائلة أبو حريرة، لمنعه عودتهم القرية مرة أخرى بعد قيامهم بقتل 6 أفراد من أهالى القرية، أن تأخذ العزاء إلا بعد أن يتم القبض على المتورطين فى مقتلة.
وفى جولة لـ "برلمانى" بمنزل الضحية، والتقابل مع أسرته، تقابلنا مع شقيق وشقيقة الضحية الذين رووا العديد من التفاصيل حول مقتل شقيقهم، ومطالبين بالعديد من المطالب كى يتمكنوا من قبول واجب العزاء فى شقيقهم الذين منعوا قبولة قبل القبض على المتورطين فى مقتله.
فى البداية قال عمرو عيسى العليمى شقيق الضحية، محمد كان بطل القرية وكان هو القائد الذى يسعى دائما إلى حل أزماتها والقضاء على مشاكلها، وتمكن من الوصول بالقرية إلى أفضل مكانة بعدد من المشاريع التى أقامها بالقرية، وكان جزاؤه القتل غدرا، لأنه كان يحمى القرية من عائلة "أبو حريرة" التى تعمل بتجارة المخدرات والسلاح، ومنعه لنزولهم القرية بعد حكم الجلسة العرفية وتصدرة المشهد ووقوفة أمام المدفع.
وأضاف عمرو، أخويا عمل كل حاجة حلوة فى البلد، بنى مدرسة بعد جمع مليون جنيه من مشروع الجنيه الواحد، وشغل المستشفى بعد ما كانت واقفة وعطلانة، وعمل قسم علاج طبيعى فيها، زرع النخل فى مشروع الألف نخلة واللى افتتحة محافظ المنوفية، حل ازمة الأنابيب والسكر فى البلد، وكان هو الوحيد المتحمل للمشاكل وهو اللى واجه عائلة أبو حريرة وتعرض للقتل أكتر من مرة وفى الآخر راح.
وتابع عمرو، بأى دين يتعرض أخى لطلقات نارية 5 طلقات نارية فى الصدر والرأس، وينزف دمة على الطريق، ويرضى مين، أخويا شال روحة على كفة علشان البلد وعلشان يحميها ومكنش بيخاف الموت، والجميع كان يعمل له الف حساب، وراح غدرا، ونطالب بالقصاص، ونطالب الامن بسرعة القبض على الجناة المتورطين فى الواقعة، والمعروفين بشهادة الشهود.
وطالب عمرو بأن يتم القبض على سامح أبو حريرة والذى شاهدة اصدقاء محمد وهو يطلق الأعيرة النارية من سلاحة وفر هاربا وحاولوا اللحاق به إلا أنهم لم يتمكنوا من القبض عليه، مستنكرا "هل إذا قام بشراء بندقية ليحصل على حق شقيقة سيكون بذلك تعدى؟ " لان عدم القبض على الجناة سيجبرهم على ذلك حتى يرتاج شقيقة فى قبره.
وفى حالة من الحزن والدموع المنهمرة على فقدانه لشقيقة قال عمرو " أخويا مات وساب خمسة فى رقبتنا واحنا ناس غلابة وعلى دراعنا، مين ليهم غير بنا، بس نتمنى إن حقهم ميضعشى وحق أبوهم يضيع، ومين اللى هيربى عيالة دى ومن هيوفر لهم الأمان بعد أبوهم ما مات غدر، ياريت المسؤولين يقبضوا على المتورطين فى أسرع وقت علشان نرتاح".
وتابع عمرو " أخويا الدم سال من جسمة وشيلته وأنا مش مصدق، ولحد دلوقتى مش مصدق إنه مات، وحاسس إنى فى كابوس وهصحى منه ألاقى أخويا جنبى وزى ما هو بقوتة وعقلة، مختتما كلامة برسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، قائلا: "ياريس أغثنا أنا مواطن فقير وأخويا مات وساب عيالة يتامى، وعايزين القصاص والقبض على الجناة".
اما شقيقة الضحية " أسماء" والتى لم تتمالك نفسها على فقدها لشقيقها وسط الدموع والبكاء والنحيب، قالت محمد كان يوم الخميس بيعمل مزلقان البلد، وكان بيحل كل المشاكل بين الأنابيب والسكر والغاز، وزرع 1000 نخلة فى البلد، وحل مشاكل البلد كلها، ذنبهم اية بناتة يتيتموا ويعيشوا من غير أبوهم، حرام عليكوا لازم تقبضوا على اللى قتلوة واللى معروفين للناس كلها.
وتابعت شقيقة الضحية "راح للمحافظ قاله أنا شحت جنيه ولميت مليون جنيه وبنيت مدرسة، وعملت مشروع الألف نخلة فى البلد اللى لسة مطلعطشى بلحة واحدة بعد ما زرعها، يكون ده مصيرة حرام، الوحش يرقد والندل يقف على رجلة، سايب 5 ولايا لمين يا أخويا، ولا ألف يعوضنى بيك يامحمد ".
وأشارت أسماء إلى إن شقيقها رفض 2 مليون جنيه عرضهم عليه عائلة أبو حريرة حتى يتمكنوا من النزول إلى القرية والجلوس معهم، لكنه رفض وكان ردة "مقبلشى الحرام أبدا وأبويا ربانا على الحلال" موجهة عدد من الصرخات قائلة "أنا كنت شايلاك للزمن أنا والغلابة دول حرام".
وطالبت أسماء بأن يتم منع عائلة أبو حريرة من النزول إلى القرية أبدا، وأن يتم القصاص لدمائه، ودعت الله ان يأتى بحقة وان يعوض عليهم بدمائة، مرددة "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ".
وطالب أيمن حكم زوج شقيقة الضحية بان يتم تطبيق عدل الله فى الأمر وأن يتم القصاص من القاتل المعروف لدى الجميع، والذى أقره عدد من الشهود الذين رصدوا الواقعة ورصدوا المتورطين فيها، مؤكدا انهم لن يتقبلوا العزاء فى محمد عيسى الا بعد ان يتم القصاص من دماء المتورطين فى قتلة.
كان اللواء خالد ابو الفتوح مدير أمن المنوفية، قد تلقى اخطارا من المقدم محمد السخاوى رئيس مباحث مركز أشمون، من مصرع محمد عيسى العليمى 45 عاما مصابا بطلقات عديد فى الجسد لم يتم حصرها، وذلك إثر قيام عائلة أبو حريرة قتله بسبب رفضه بالاشتراك مع آخرين تلك العائلة التى قتل 6 أفراد منذ ما يقرب من 5 أعوام.
وتعود القضية إلى بداية يوليو ،2011 حيث قام عدد من أبناء عائلة أبو حريره بقتل شاب من القرية، مما أدى إلى حدوث حالة من الغضب والثورة على العائلة وقام الأهالى بالهجوم على منازلهم وأحرقوا عددا منها وأطلقت أبو حريرة الأعيرة النارية من الأسلحة غير المرخصة، مما أدى إلى مصرع خمسة من الأهالى بينهم سيدة وإصابة العشرات، واستمرت القضية متداولة فى المحاكم حتى أصدرت محكمة جنايات شبين الكوم اليوم برئاسة المستشار بلال أبو السعود حكمها ببراءة 22 من المتهمين من أبناء أبو حريرة.