كارثة فى الفشن.. مسن باع "عفشه" لعلاج زوجته ويسكن صندوق سيارة ببنى سويف ويطالب بـ"أوضة ينام فيها"

عم "أبو زيد"، "اللى ساكن فى صندوق الربع نقل عند السلخانة"، أشهر عجوز بمدينة الفشن جنوب محافظة بنى سويف، يعرفه الصغير قبل الكبير، تربطه صداقات بأهالى المنطقة، يعطفون علية بالطعام والشراب، ويسمحون له ولزوجته بقضاء حاجتهم داخل دورات المياه فى منازلهم.

بجوار سور المجزر الآلى لمدينة الفشن "السلخانة" يسكن "أبو زيد أبو العلا" وزوجته، صندوق إحدى السيارات الربع نقل القديمة الملقاة بجوار المجزر الآلى، وبجوارها أقام العجوز "عشة" من البوص ليعيش بداخلها طوال ساعات النهار.

بابتسامة لم تفارقه طيلة حوار "برلمانى" معه، تحدث عم أبو زيد: "متستغربش للمكان اللى إنا عايش جواه، فين ناس مش لاقيه شوية البوص دول عشان يتستروا جواهم، أنا عايش هنا من زمان، وراضى باللى ربنا كاتبهولى والحمد لله".

ويحكى عم أبو زيد قصته: "تزوجت من الصعيد واستأجرت منزل فى مدينة الفشن، وعندما عجزت عن دفع الإيجار ألقانى مالك المنزل فى الشارع لأعيش أنا وزوجتى وابنى الوحيد بين جدران صندوق السيارة الربع نقل والبوص".

وأضاف العجوز: "قبل طردى أنا وزوجتى من المنزل، احتاجت زوجتى لإجراء عملية المرارة، ولم أكن أملك أى أموال، قمت ببيع أثاث وعفش المنزل من أجل إجراء العملية الجراحية لها".

وتابع: "ابنى الوحيد يبلغ من العمر 13 عاما، خرج من المدرسة، ويعمل فى إحدى الورش، لكى يساعدنى على العيش أنا ووالدته، التى تسكن هى صندوق السيارة الربع نقل وأنام أنا هنا بين البوص والأخشاب فى هذه العشه الصغيرة".

واستكمل العجوز حديثه: "وقع لى حادث تصادم من سيارة نقل كبيرة، مزقت قدمى، وتوجهت إلى مستشفيات بنى سويف، فأخبرونى بضرورة وجود أحد أقاربى للتوقيع على إقرار بالموافقة على بترها، بس مليش حد يروح معايا مليش قرايب هنا".

وأضاف: "مشكلتنا الكبيرة كانت فى دخول زوجتى دورة المياه لقضاء حاجتها يوميا، أنا ممكن أدخل المسجد، لكن زوجتى كانت هتعمل إيه؟، بس الحمد لله ربنا رزقنا بجيران ولاد حلال يسمحوا لزوجتى بالدخول لمنازلهم لقضاء حاجتها".

واستطرد: "المبلغ الذى أحصل عليه شهريا من معاش التأمينات الاجتماعية، 400 جنيه وهو لا يكفى للعيش وأصغر شقة أو غرفة بمدينة الفشن يبلغ إيجارها أكثر من 500 جنيه"، مشيرا إلى أنه لا يحتاج سوى غرفة صغيرة تحميه وزوجته العجوز وابنه الصغير من النوم فى العراء وتعرضهم للخطر والأمراض".

وطالب أبو زيد أبو العلا رئيس الوزراء والمحافظ ونواب الدائرة، بتوفير غرفة صغيرة بدورة مياه ليحتمى بها هو وأسرته، مطالبا مسؤولى الصحة بالمحافظة بعلاج قدمه ومحاولة إنقاذها قبل البتر أو بترها وتركيب قدم صناعية تساعده على العمل وتوفير القليل من الدخل لأسرته الصغيرة.