السبت، 23 نوفمبر 2024 05:36 ص

بالصور.. وفاة عامل بشركة كيماويات بسبب عدم وجود "مصل تسمم" بمستشفيات بورسعيد

بالصور.. وفاة عامل بشركة كيماويات بسبب عدم وجود "مصل تسمم" بمستشفيات بورسعيد عامل
الإثنين، 28 نوفمبر 2016 07:24 م
بورسعيد – محمد عزام
حالة من إهمال شروط السلامة المهنية تضرب بعض مصانع محافظة بورسعيد، والتى بسببها تُزهق الأرواح ويُصاب العمال؛ بينما تتبع مصانع أخرى الشروط حفاظا على عمالها، وبين هذا وذاك نقف أمام إحدى الحالات التى تتضارب فيها الآراء حول خطأ العامل أو خطأ الشركة فى توفير شروط السلامة المهنية؛ هذا بالإضافة إلى جانب آخر اشتكى منه عمال الشركة؛ بعدم وجود مصل تسمم المواد الكيماوية بمستشفيات بورسعيد؛ على الرغم من وجود العديد من مصانع الكيماويات وأكبرها بمصر.

المتوفى محمد نبيل copy

كان قد شيع المئات من أهالى محافظة بورسعيد وعمال شركة رويال للكيماويات، اليوم الاثنين، جثمان أحد عمالها ويُدعى "محمد نبيل" إلى مثواه الأخير بالبوابة رقم "5" فى المقابر القديمة بشارع 23 يوليو، وسط حالة من الحزن والغضب للجميع؛ حيث أصيب والده بانهيار وأمه بذهولٍ من فقدان نجلها، فضلا عن زوجته التى لم تقدر على حمل طفلها "ياسين" صاحب السنه ونصف.

5-   جانب اخر لفتحة التانك copy

ومن جانبه قال أحمد نبيل، شقيق المتوفى، إن محمد متزوج وله طفل يُدعى "ياسين" عمره عام ونصف، وأكمل عقده الثالث هذا العام؛ مضيفا أن شقيقه يعمل فى الفترة الصباحية من 7.30 إلى 3 فى مصنع "سبأ" بالمنطقة الحرة للاستثمار، ومساء من الساعة 4 إلى الساعة 12 بشركة "رويال" للكيماويات؛ وذلك حتى يستطيع أن يجابه مصاعب الحياة، ومنها معيشته فى "مفروش" بـ750 جنيها شهريا.

وأوضح "نبيل" أنه قد تلقى اتصالا هاتفيا من أحد زملاء شقيقه بإصابة "محمد" بحالة اختناق أثناء عمله بتنظيف أحد تانكات الشركة، وتم تحويله على مستشفى بورسعيد العام، هو واثنين من زملائه، وعلى الفور انتقل إلى المستشفى فوجد أخيه جثة هامدة.

وأعلن مصدر بمديرية الشؤون الصحية ببورسعيد، أنه قد وصل إلى مستشفى بورسعيد العام عمرو السعيد عبد العال - ‏‏30 سنة، محمد محمد مجاهد - 35 سنة وهما عاملين بالمصنع سالف الذكر، مصابين بحالة اختناق وتم ‏تقديم الاسعافات الأولية لهما، كما استقبل المستشفى محمد نبيل إبراهيم - 30 سنة، جثة هامدة.

وروى أحد عمال المصانع وشاهد عيان على الواقعة "رفض ذكر اسمه"، أنه سمع صوت استغاثة من مكان "التانك"؛ فذهب هو وبعض الزملاء؛ فوجدوا "عمرو السعيد، ومحمد مجاهد" خارج التانك يحاولا إخراج المتوفى حال سقوطه داخل التانك أثناء التنظيف.

واستكمل، أنهم حاولوا إخراج "محمد" من الداخل؛ فلم يستطيعا نتيجة تعلق قدمه داخلياً؛ فدفعاه للداخل مرة أخرى وهو فى حالة إغماء، ودخل زميله "مجاهد" إلى التانك فى محاولة لإخراجه؛ فبعد أن أخرجه أُغشى عليه؛ فأصيب بتسمم وتهتك بالرئة؛ هذا بالإضافة إلى إصابة "عمرو" باختناق أثناء هذه المحاولات.

4-   المتوفى يحمل كأسا ..احد ذكرياته copy

وأكد آخر "رفض ذكر اسمه"، أنهم استغاثوا حينها بوحدة الإسعاف فلم يجدوا السائقين؛ حتى أتت سيارات إطفاء؛ هذا بالإضافة لعدم وجود تفعيل دور الوحدة الصحية الخاصة بالشركة إلا فى الفترة الصباحية فقط؛ مشيرا إلى أن مسؤولى الأمن الصناعى لم يهتموا إلا بالخوذة وحذاء السلامة المهنية فقط؛ أما عن الأقنعة وأنابيب الأكسجين وغيرها من المعدات لم تتواجد بالشركة -على حد قوله-.

وأشار إلى أنه تم تحويل الزميلين الآخرين لمركز السموم بالقاهرة؛ حيث لا يوجد المصل الخاص بحالات اختناق المواد الكيماوية فى بورسعيد؛ مما قد يتسبب بعد ذلك فى حدوث كوارث مماثلة يروح ضحيتها عمال آخرون.
3-   الفتحة التي دخل منها للتنظيف copy

وطالب شقيق المتوفى، بمحاسبة المتسبب فى وفاة أخيه، وعدم تمرير الحادثة كأنها شىء عادى، وتأمين حياة زوجته وطفله الرضيع الذى تركهما فى بداية حياته الزوجية.

2-   التانك الذي شهد مصرع العامل واصابة اثنين اخرين copy

ومن جانبه قال المهندس أحمد عاطف علم الدين، نجل صاحب المصنع وعضو مجلس الإدارة الخاص لمصانع الأحماض الدهنية والصابون، إنه يتم إجراء عقد اجتماع طارئ لمجلس الإدارة حول هذه الأزمة لبحث آلية الوقوف بجوار أهل المتوفى واستكمال علاج المصابين.

وأضاف "علم الدين"، أنه تم توفير العلاج اللازم واستدعاء طبيب متخصص لمركز السموم بالقاهرة لمعالجة حالتهما، وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة للعلاج.

ولفت إلى أن التحقيقات الخاصة بالواقعة فى النيابة العامة، وفى حالة وجود خطأ من العامل أو عدمه؛ سيتم الوقوف بجوار ذويه؛ وذلك حدث فى حالة مماثلة توفيت خارج موقع العمل، وتم تخصيص راتب شهرى كمعاش له يتقاضاه ذويه.

print