القصة الكاملة لأزمة الشرقية للدخان وفيليب موريس الأمريكية.. من تصنيع السجائر إلى "محكمة البرلمان"

بعد شد وجذب بين الشركة الشرقية للدخان التابعة لقطاع الأعمال العام، وشركة فيليب موريس الأمريكية للتبغ، وافقت الشركة الأمريكية على تسديد مديونياتها البالغة 103 ملايين دولار عن 8 أشهر، لصالح الشرقية للدخان، بالدولار بعد أن حاولت دفعها بالجنيه.

يذكر أن الشركة الشرقية تقوم بتوريد ما لديها من دولارات للخزينة العامة للدولة أو البنوك، لتوفير سيولة نقدية للدولة من أجل المساهمة في شراء السلع الغذائية المدعمة والوفاء بالتزامات الدولة من المواد البترولية المستوردة.

كل من الشركتين حشدا إمكانياتهما وشبكاتهما وعلاقاتهما، من أجل الانتصار لوجهة نظره، إلى أن تقدم النائب الوفدى الدكتور محمد فؤاد بطلب إحاطة للدكتور على عبد العال رئيس المجلس، مطالبًا بمناقشة الأزمة بين الشركتين، بهدف حماية المال العام، وهو ما لاقى ترحيبًا كبيرًا فى الأوساط البرلمانية بمختلف توجهاتها الحزبية والفكرية، ودفع لجنة الصناعة لإدراج الأمر على صدر جدول أعمالها، فاستدعت جميع الأطراف، بالإضافة لممثلين عن جهات متعددة بالدولة، وسط تهديدات من الشركة الأمريكية بالانسحاب من السوق إذا فشل الاتفاق، فتعامل أعضاء مجلس النواب كما هى العادة بقدر كبير من الحكمة والعدالة، وتم تفعيل القوانين التى سبق وشرعها المجلس، وتمت مراجعة عقود الاتفاق بين الشركة الشرقية للدخان بصفتها محتكر تصنيع السجائر، وبين فيليب موريس التى تستأجر مصنعًا داخل مجمع مدينة 6 أكتوبر المملوك للشركة الشرقية.

ولا يخفى على أحد أنه داخل السوق المحلى تعد الشرقية للدخان هى أسد المبيعات وأحيانًا الأرباح، فهي تستحوذ على أكثر من 65% من سوق مدخنى السجائر في مصر، تليها شركة فيليب موريس التى تستحوذ على المركز الثاني بحصة تبلغ حوالى 15% من السوق المحلى، بسبب ارتفاع أسعار منتجاتها، والتى تتجاوز الـ30 جنيها بسعر المستهلك النهائى.
تليها شركة بريتش أمريكان توباكو، والتى تستحوذ على نسبة حوالى 10% من سوق المدخنين، إذ يقع سعر منتجاتها ذات الجودة المتوسطة بين أسعار الشركتين الأولتين، وهو ما يدفعها بين حين وآخر للمطالبة بزيادة حصتها الإنتاجية.
ويأتى في ذيل القائمة شركة "امبريال" الإنجليزية التى تستحوذ عليها مجموعة شركات منصور.

وتم الاتفاق تحت قبة البرلمان بلجنة الصناعة يوم الإثنين الماضى، على تسديد "فيليب موريس" لديونها للشرقية للدخان بالدولار الأمريكى، على أن يتم التساهل فى إجراءات التسديد بالجنيه المصرى بتسعيره عند 18 جنيها فى حال إذا رغبت الشركة فى التسديد مستقبلًا، وهو ما حمس الشركة الأمريكية على تقديم طلب للشرقية للدخان لزيادة الحد الأقصى من إنتاجها إلى 30 مليار سيجارة سنويًا بدلًا من 26 مليار سيجارة فقط، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض من قبل الشركة الشرقية فى الجمعية العمومية أمس.