كتب مصطفى النجار
قال الدكتور محمود علم الدين وكيل كلية الإعلام السابق بجامعة القاهرة، إن الاهتمام الإعلامى الأمريكى الكبير الذى شهدته زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الولايات المتحدة الأمريكية، سببه أن العالم لا يعترف إلا بالقوى والمؤثر والناجح، وقد أثبت الرئيس السيسى أنه قوى وناجح فى مجالات عديدة ومؤثر فى المنطقة وتأثيره الاستراتيجى، إذ أثبت أنه على صواب فى قضايا مثل سوريا واليمن.
وأضاف محمود علم الدين، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن الاهتمام الإعلامى الأمريكى يرجع إلى أن الرئيس السيسى قوى بالإضافة إلى أنه رئيس لمصر التى تمرض ولا تموت، وتجربته السياسية تؤكد نجاحه خاصة أنه يتمتع بشعبية كبيرة داخليًا وخارجيًا.
واستطرد: أيضا وسائل الإعلام ترى التغيرات الحادثة فى الموقف الأمريكى وتحاول أن تتواكب معه، فالموقف الأمريكى أيام رئاسة أوباما كان موقفا غير موضوعى وغير مُنصف، أما الآن فى عهد ترامب فالإدارة الأمريكية تحاول أخذ موقف جديد.
وردًا على حرية الإعلام والحيادية البعيدة عن التوجهات السياسية للدولة فى أمريكا، أوضح الدكتور محمود علم الدين، أن هناك خرافة وأسطورة الحياد والموضوعية للإعلام الأمريكى، والعالم أمام تجربة مصرية فى مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف وفى محاولة لتحرير الاقتصاد واتخاذ قرارات صعبة للعبور لمرحلة جديدة، وهى مسألة مختلفة للمواطن الأمريكى و"الميديا" تدعو للتأمل وتستحق أن تُفرد لها مساحات.
وفيما يتعلق بأبرز نتائج الزيارة الرئاسية، أكد وكيل كلية الإعلام السابق بجامعة القاهرة، أن أهم شىء فى الزيارة أنها أصلحت جزءا من الصورة عن مصر وأن مصر دولة ديمقراطية، والنتيجة المباشرة هى بداية التفكير فى مراجعة الصورة التقليدية التى تكونت نتيجة علاقات اقتصادية وسياسية وأفكار مغلوطة عن انتخابات الإخوان وبدأت تتصلح وهناك مراجعات فى التوجهات بالإعلام الأمريكي، وفى المواقف السياسية التى كانت معلبة ومسبقة منذ 30 يونيو.
وشدد على أن الخطوة المهمة التى يفترض أن يقوم بها صناع القرار فى مصر أن يفكروا جديًا فى تداعيات هذه الزيارة على تعامل الإعلام الأمريكى والغربى معنا، لوضع خطة عاجلة لإنشاء كيان مصرى يخاطب الخارج، وفى نفس الوقت يكون عندنا برامج للتعاطى مع الموقف الإعلامى الأوروبى والأمريكى الجديد، يخرج عن النطاق التقليدى غير الملائم لروح العصر الحالى.
وأثنى على تجديد الإدارة المصرية، لمنهج تعاملها مع جماعات صنع القرارات فى الولايات المتحدة وأوروبا، قائلًا: "أتمنى أن تكون الخطوة المقبلة أن يبدأ رجال الأعمال فى إنشاء وسائل إعلام ناطقة باللغة الإنجليزية، وإعادة هيكلة الهيئة العامة للاستعلامات أو استبدالها بكيان آخر ليحل محلها لمخاطبة الإعلام الغربى".