نالت الجماعة الإسلامية هجومًا عنيفًا من داخلها قبل خارجها بسبب اختيارها طارق الزمر رئيسا لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية لها خلال المؤتمر العام الذى عقد مؤخرًا، وصل هذا الهجوم الانتقاد إلى أن تقدمت بعض الشخصيات من الحزب باستقالتها، الأمر الذى يثير تساؤلات كثيرة، هل سيتنازل طارق الزمر على رئاسة حزب البناء والتنمية لإنقاذ الجماعة الإسلامية من مأزقها؟ أم ستحاول الجماعة الإسلامية إعادة النظر فى اختيار "الزمر" لإنهاء هذا الجدل؟
من جانبها اعتبرت الجماعة الإسلامية الهجوم عليها بسبب هذا الاختيار، أمرا غير أخلاقى، وردت الجماعة الإسلامية على منتقديهم بسبب اختيار طارق الزمر رئيسا للحزب البناء والتنمية، واصفة مهاجمى الحزب بسبب هذا الاختيار بـ"الرويبضة" كما وصفت جماعة الإخوان – دون أن تسميها- بسماسرة الدماء.
رد الجماعة الإسلامية جاء من خلال مقال مطول لسيد فرج القيادى بالجماعة، نُشر عبر الموقع الرسمى للجماعة حمل عنوان "فوز الدكتور طارق الزمر برئاسة حزب البناء والتنمية:وحتمية المواجهة لسماسرة الدم من اليمين واليسار المتطرف" قال فيه:"من الجالب للدهشة والمُستدعى للاستغراب أن يتفق الأعداء على حرب من يسعى للإصلاح بينهما ووقف نزيف الدماء كما هو حال المزايدين من المؤيدين والمعارضين، فمن المحيّرات أن تجد دعاة الديمقراطية وإطلاق الحريات واحترام الرأى الآخر "يحاربون تحول الجماعات والحركات من المعارضة المسلحة إلى المشاركة السياسية والمعارضة السلمية ومن العمل بمبدأ السمع والطاعة للعمل بإتخاذ آلية الانتخابات على أساس برنامج معلن ولفترة زمنية محددة، وهذا ما يفعله المزايدون ممن ينافقون كل سلطة تتولى الحكم فى مصر، وهؤلاء هم الذين يطالبون بحل حزب البناء والتنمية فقط لأنه انتخب د.طارق الزمر لرئاسة الحزب ونجح بنسبة52% ونسوا كل التغيرات والتطورات التى حدثت للحزب فى الاتجاهات الصحيحة والتى تصب جميعها فى صالح الوطن ومكوناته.
وأضاف :"إن الطرفين – الإخوان وغيرهم- يرفضون وينتقدون حزب البناء والتنمية بسبب خياراته وخطاباته وسياساته السلمية والوطنية ولأنه مارس حقه المشروع شرعا وعقلا وقانونا فى العمل السياسى السلمى وفى اختيار يعبر عن إرادة أعضاءه بكل شفافية فى هذا الظرف العصيب من عمر الوطن، أن الطرفين أراهما سماسرة دماء كارهين لأن يستقر هذا الوطن ويرون مستقبلهما ومصالحهما فى إغراقه فى العنف والقمع والقتل على خلفيات سياسية وفكرية وطائفية ؟؟ لأنهما يرفضان التوجه السلمى للحزب ويريدان إفشال هذا التوجه بل وإقناع أعضائه والمتابعين له بفشل هذا التوجه وهذه السلمية التى ضابطها هو صالح هذا الوطن".
ووجه "فرج" رسالة إلى جماعة الإخوان وأنصارهم، الذى وصفهم بـ"سماسرة الدم" قائلا :"نقول لسماسرة الدم المتمسكين بشرعية محمد مرسى المحرضين لنا وعلينا بصراحة وإختصار، نعم ندعوا وسندعو للحفاظ على الدولة ومؤسساتها، ندعو وسندعو للمصالحة الوطنى، ولن يرهبنا تخوينكم ولا تحريضكم أنتم ولا غيركم فنترك ما نراه فى صالح ديننا وأوطاننا".
وواصل "فرج" رسالته للإخوان قائلا :"أنتم – الإخوان- تريدون الجهاد فقط بدمائنا دون دمائكم، ولآخر رجل ولكن من إخواننا مع احتفاظكم بمواقعكم الحربية داخل الإستوديوهات الفضائية ،أتركونا يرحمكم الله فنحن من يجب أن ينتقدكم ويسفه توجهاتكم ولقد نصحناكم مرارا وتكرارا ولكنكم لا تراعون حقوق مسلمين ولا لاجتهادات الآخرين ولا تكتفون بفعل غيركم ما يقدر عليه ويستطيعه ولا تفهمون حقيقة قول الله تعالى "لايكلف الله نفسا إلا وسعها" ولا حقيقة أن المصالح العامة للأمة والدولة والمسلمين والمصريين تقدم على مصلحة الجماعة أو الشخص أو الحزب".
لم يكن هذا هو الرد الوحيد الذى صدر عن الجماعة الإسلامية الذى يؤكد أنها ستتمسك بموقفها، حيث رد طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، على هجوم البعض على اختياره قائلا فى تصريحات له عبر أحد المواقع التابعة للإخوان: كانت رغبتى فعلا أن أكتفى بفترة رئاسية واحدة، لكنى فوجئت بترشيح المؤتمر العام فقبلت ذلك على أساس أنها الفترة الثانية والأخيرة.
وأضاف الزمر: خطواتى فى الحزب ستبدأ على المستوى الداخلى من خلال إعادة ترتيب أوضاع الحزب وفق نتائج الانتخابات.
خبراء فى شئون حركات التيار الإسلامى، أكدت أن الهجوم الذى نالته الجماعة الإسلامية لن يجعلها تغير موقفها، وأكد أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن الهجوم على اختيار طارق الزمر، لن يدفع الجماعة الإسلامية لإعادة النظر فى اختياره أو استبعاده أو اعادة اختيار شخص بديل.
وقال الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"اليوم السابع": لا اعتقد أن "طارق الزمر" سيتراجع مادام منتخبا بشكل صحيح، مشيرا إلى أن استمرار طارق الزمر على رأس حزب الجماعة الإسلامية سيعقد حركة الحزب خلال الفترة المقبلة.
فيما دعا خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، طارقا لزمر لأن يتنازل عن رئاسة حزب البناء والتنمية، مشيرا إلى أن بقاءه على رئاسة الحزب سيضر حزبه وجماعته خلال الفترة المقبلة.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن الزمر احدث توتر داخل حزب البناء والتنمية، بعد اختياره، موضحا أن هناك قيادات من داخل الجماعة الاسلامية تعارض بقاءه على رئاسة الحزب.
جدير بالذكر أن حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية عقد مؤتمره العام الأحد الموافق 14 مايو واختار طارق الزمر رئيسا للحزب بنسبة 52%من الأصوات.