قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن تفسير قول الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، تعنى حفظ الوحى وليست مقتصرة على القرآن فقط، موضحاً أن الوحى غير مقصور على القرآن فقط، بل يشمل الحديث النبوى والقدسى، متابعًا: "فما يبلغه النبى عن الله فهو وحى معصوم، ومن يقول إن الذكر معنى به القرآن فقط فهو يكذب، وبن حزم قال إن هذه دعوة كاذبة"، موجهاً رسالة للشباب الذى يتطاول على الإمام البخارى ومسلم والسيدة عائشة أم المؤمنين، قال خلالها: إن التفريط فى هذه المقدسات الكبرى يعنى التفريط فى شرف أمة.
وأضاف الإمام الأكبر، خلال حواره ببرنامج "الإمام الطيب"، أن حملات إنكار السنة المحمدية تستهدف الإسلام والمسلمين، متابعًا: "وبالأخص مسلمى الشرق ولو اضطرب حال الإسلام فى الشرق لاضطرب حال كل الأديان فى الغرب، وأنا أتوقع أن يحدث هذا مستقبلاً وهو حدث قديمًا، هذه حملات منظمة وكل نصف أو ربع قرن تخرج هذه الحملات بنفس السلاح والدعاوى والمضمون".
ولفت الإمام الأكبر، إلى أنه فى حال الهجوم على السنة يسهل ذلك الهجوم على القرآن الكريم، وتابع: "هذه عملية كر وفر، هناك دعم لهذه الحملات كونها جزءًا من السيطرة على الحضارة الشرقية أو الشرق، وأعتقد أن قرنا من الزمان أثبت أن التجربة فشلت، وستفشل أيضاً.. الإسلام دين يقدر الاختلاف ويعيش على ملاحظة التقدم والتغير، ونحن نعلم أن الفتوى متغيرة بتغير الزمان والمكان، الإسلام بطبيعته مرن وتعالوا لنتفق كى أن نكون أمة محترمة بين الأمم".
وأكد شيخ الأزهر الشريف، أن حملات الإلحاد المنظمة لن تقتصر على الإسلام فقط، بل ستطال الأديان السماوية كافة، وعلى الجميع أن يتحد كى نواجه ذلك وننحى الخلافات المورثة خطأ، وتابع: "هذا الفكر سيدمر الدين.. إذا ترك الإسلام وحده فى هذه المواجهة سينعكس ذلك سلباً على باقى الديانات".
ودعا الإمام الأكبر، الجميع إلى الأزهر الشريف للنقاش والتحاور فى هذه المسائل وغيرها ولا عصمة لأحد فى ذلك إلا القرآن الكريم والسنة النبوية وما دون ذلك فيأخذ منه ويرد عليه، متابعًا: "وأيضاً أود التأكيد أن التطرف العلمانى والتطرف الدينى مرفوضان كون كل منهما يغذى الأخرى".