يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي غدًا الأحد، زيارة رسمية إلى العاصمة المجربة بودابست لحضور قمة دول تجمع "الفيشجراد"، والذى يضم المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا.
وتأتى الزيارة تلبية لدعوة رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان"، وتعتبر مصر هى أول دولة من الشرق الأوسط تدعى لحضور هذه القمة، حيث سبقتها ألمانيا واليابان فقط.
وقال مصدر مطلع، إن دول "الفيش جراد" صارت قوة مؤثرة داخل الاتحاد الأوروبى، ودعوة مصر تؤكد إدراك هذه الدول لقيمتها فى الشرق الأوسط، خاصة فى ضوء انفتاح مصر على أوروبا والعالم، ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسي قمة مع رئيس وزراء المجر، تتناول القضايا الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين.
ومن جانبه، قال بيتر كيفك سفير المجر بالقاهرة، إن الرئيس السيسي سوف يلتقى خلال زيارته لبودابست برئيس المجر يانوس ادر ورئيس البرلمان ويفتتح مع رئيس الوزراء المجرى منتدى الأعمال المصرى – المجرى، مؤكدًا على أهمية زيارة السيسى للمجر التى تهدف إلى استمرار بناء العلاقات بين البلدين وبحث مزيد من فرص التعاون الثنائى فى كافة المجالات.
وأضاف، سفير المجر فى تصريحات صحفية له اليوم، أن السنوات الأخيرة شهدت تبادلًا مكثفا للزيارات بين البلدين، حيث زار الرئيس السيسي بوادبست عام 2015 وزار رئيس الوزراء المجرى القاهرة العام الماضى، فضلًا عن عدة زيارات لوزير الخارجية المجرى، ما يظهر قوة وتوسع العلاقات التى لا تقتصر فقط على الحوار السياسى وإنما تمتد إلى تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى ومجالات أخرى للتعاون .
وأشار إلى أن التعاون الاقتصادى بين البلدين يتقدم بشكل جيد وأن الجانبين يبحثان نماذج جديدة للتعاون فى مجالات الزراعة ومعالجة المياه والسكك الحديدية وإنتاج الآلات والسياحة والسياحة العلاجية، فضلًا عن تشجيع الشركات المصرية والمجرية على إقامة مشروعات مشتركة وفتح أسواق ثالثة فى الشرق الأوسط وأفريقيا إلى جانب الاهتمام بنقل التكنولوجيا من خلال إقامة مشروعات مشتركة مع مصر.
وأكد أن المجر تولى اهتمامًا بجذب السائحين المصريين لزيارتها والاستفادة من منتجعات السياحة العلاجية فى ضوء وجود أفضل مياه حرارية فى المجر بجانب البنية التحتية والفنادق والمتاجر وغيرها من المقومات الجاذبة للسياحة، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية اتخذت خطوات سليمة نحو الإصلاح الاقتصادى.
وقال سفير المجر إن قانون الاستثمار الجديد مشجع وخطوة على الطريق الصحيح، موضحًا أن ردود الفعل الأولى لمجتمع الأعمال المجرى بعد صدور قانون الاستثمار الجديد كانت إيجابية، معربًا عن اعتقاده بأن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيدًا من ضخ الاستثمارات المجرية، لأن الشركات المجرية مهتمة بمنطقة محور قناة السويس، وتدرس حاليًا الوضع من أجل إقامة مشروعات هناك.
وطالب بالعمل على تسهيل الإجراءات ووضع إطار قانونى يعمل على تشجيع تأسيس الشركات فى وقت سريع وسلس للمستثمرين الأجانب فى مصر، موضحًا أن قيمة التبادل التجارى بين البلدين تبلغ حاليًا نحو 200 مليون دولار ولكنها غير كافية، متوقعًا زيادة حركة التجارة بين البلدين بعد تحسن وضع الاقتصاد المصرى .
وفيما يتعلق بالتعاون فى مكافحة الإرهاب، قال "كيفك"، إن التعاون مع مصر فى هذا المجال حقق نتائج إيجابية فى أعقاب التوقيع على بروتوكول للتعاون فى هذا الصدد خلال زيارة الرئيس السيسي لبوادبست عام 2015، مشيدًا بجهود السلطات المصرية لمكافحة الإرهاب، ومؤكدًا أن مصر تحظى بدعم المجر فى هذا الصدد.
وفى سياق متصل، أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أهمية زيارة الرئيس السيسي للعاصمة المجرية بودابست، والتي تسهم فى دفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أرحب وتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى المشترك، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تأتى استكمالاً للزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس السيسي للمجر خلال عام 2015، والتى ساهمت فى تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة مع المجر باعتبارها محور رئيسى لنفاذ المنتجات المصرية إلى أسواق أوروبا الشرقية.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير مع أحمد رجب رئيس الجانب المصرى بمجلس الأعمال المصرى المجرى المشترك وذلك للإعداد للفعاليات الخاصة بعقد منتدى الأعمال المصرى المجرى على هامش زيارة الرئيس وكذلك بحث سبل تفعيل المجلس وتعظيم دوره للمساهمة فى تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين.
وقال الوزير إن المنتدى سيحظى بمشاركة كبيرة من جانب الشركات المصرية المهتمة بالسوق المجرى، لبحث سبل التعاون التجارى والاقتصادى المشترك واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة للمستثمرين المجريين بمصر، لافتاً إلى أن هذا المنتدى يعد فرصة جيدة لفتح المجال للقطاع الخاص من الجانبين لإحداث نقلة فى العلاقات الاقتصادية المشتركة خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف قابيل أن حجم التبادل التجارى بين البلدين شهد تطورًا كبيرًا خلال الربع الأول من العام الجارى، حيث سجلت الصادرات المصرية إلى السوق المجرية نمواً بنحو 198% لتبلغ 15.3 مليون يورو مقابل 5 .14 مليون يورو خلال نفس الفترة من العام الماضى، كما انخفضت الواردات من المجر من 45.77 مليون يورو إلى 28.6 مليون يورو خلال نفس الفترة من العام الماضى أى بنسبة انخفاض بلغت 37%، مشيرًا إلى أن الاستثمارات المجرية بمصر بلغت خلال الربع الأول من العام الجارى نحو 41.45 مليون دولار بإجمالى 58 شركة.
ومن جانبه، أكد أحمد رجب رئيس الجانب المصرى بمجلس الأعمال المصرى المجرى المشترك، أن المجلس قد عقد اجتماعًا الأسبوع الماضى للإعداد والترتيب لهذه الزيارة الهامة، كما تم التنسيق مع جمعية رجال الأعمال المصريين المنظمة لمنتدى الأعمال المصرى المجرى بهدف الاتفاق على حجم مشاركة القطاع الخاص المصرى فى هذا المحفل وكذا اللقاءات التى سيتم عقدها مع كبرى الشركات المجرية المهتمة بالسوق المصرى.