وكانت تونس وموريتانيا والسودان والمغرب من أبرز الدول التى راهن عليها النظام القطرى نظرا لسيطرة الأحزاب الإخوانية على الحكومات فيها، إلا أن النتائج جاءت مخالفة لتوقعاتها تماما، ففى العاصمة الموريتانية نواكشوط صدرت أوامر حكومية بمنع أى نشاط دعائى أو تضامنى مع قطر، وأضافت أن قرارا تم اتخاذه بمنع أى محاولات لإبداء التعاطف مع النظام القطرى داخل الأراضى الموريتانية، وذلك انسجاما مع موقف الدولة الموريتانية بقطع العلاقات مع الدوحة بعد تورط نظامها الحاكم فى دعم الإرهاب.
وفى الإطار ذاته فشلت محاولات الحشد فى تونس حيث حاول بعض أنصار قطر تنظيم وقفات تضامنية معها إلا أنهم أصيبوا بخيبة كبرى بسبب ضعف الداعمين لتلك الوقفات، فأمام سفارة قطر فى تونس انتظمت وقفة لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 30 فردا، أغلبهم من الناشطين فى مواقع التواصل الاجتماعية.
وكشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، أن النظام القطرى سعى من خلال سفاراته بعدد من العواصم العربية إلى دعوة حلفائه من أحزاب ومنظمات وجمعيات وشخصيات إخوانية لتنظيم مظاهرات ومسيرات تضامن معه فى مواجهة قرار المقاطعة وأية إجراءات ردعية لاحقة قد يتعرض لها بعد رفضه الامتثال لمطالب الدول العربية الأربع.
وبحسب مصادر مطلعة، فأن الدعوات تتالت من قبل قطر لأنصارها للتحرك فى عدد من العواصم العربية، إلا أنها فوجئت بفتور كبير فى مواقف الأحزاب المرتبطة بها والمنظمات المرتبطة بها، وبفقدان أى تعاطف معها فى الشارع العربى.
ويرى محللون سياسيون أن حلفاء قطر ورغم أنهم لم يفقدوا تعاطفهم معها، إلا أنهم باتوا فى مأزق حقيقى وهم يدركون أن أى مساندة علنية لنظام قطر سيحسب على أنه عداء للدول الأخرى، كما سينظر إليه على أنه تحالف مع الإرهاب بعد أن تبين للعالم وقوف نظام تميم وراء أغلب الجماعات الإرهابية فى المنطقة والعالم.
وقال المحلل السياسى التونسى جمعى القاسمى، إن قطر خسرت الرهان على حلفائها وأتباعها فى الدول العربية، رغم المبالغ الكبرى التى كانت تدفعها لشراء الذمم، ما يشير إلى أن القناع قد سقط نهائيا على إمارة المؤامرات إلى درجة أنها لم تعد تجد من لديه الاستعداد للدفاع عنها، بعد ثبوت تورطها فى دعم الإرهاب والتآمر على الدول وتخريب المجتمعات وفى دورها كعنصر تهديد للأمن والسلام العالميين.