تعتبر مهنة الرعى المهنة السائدة والمنتشرة فى مثلث حلايب وشلاتين جنوب البحر الأحمر، توارثها أبناء القبائل هناك من أجدادهم وسعوا وراء إبلهم فى الوديان الكبيرة حتى استمرت تلك المهنة هى الأولى فى المنطقة، إلا أن هناك مهنة أخرى بها نسبة كبيرة من أبناء المثلث يعملون بها منذ عشرات السنين وهى العتالة، أو كما يطلق عليها فى المثلث " الكلة ".
"الكلة" هو الوصف لمهنة شحن وتفريغ البضائع والإبل الواردة من السودان إلى الأراضى المصرية فى منفذ حدربه جنوب حلايب، وكذلك فى سوق الحمال بمدينة الشلاتين، حيث تحميل الجمال فى السيارات لمحافظات مصر وخاصة إلى سوق برقاش بإمبابة .
يقول الحسن أدروب من مدينة حلايب ، إن العاملين فى الكلة أو العتالة هم من لم يجدوا لنفسهم حظا فى العمل النظامى الذى توفره الدولة داخل مؤسساتها فى المثلث، موضحاً أن تلك المهنة ظهرت عند ظهور رواج التجارة بين مصر والسودان .
وأضاف أدروب لـ"برلمانى" ، أن ظهور "الكلة" كان منذ عشرات السنين مع بداية الحركة التجارية بين مصر والسودان عبر مثلث حلايب، التى كانت تقريباً نهاية القرن الماضى وبوصول سيارات البضائع سواء من السودان أو من مصر إلى منفذ رأس حدربة المصرى لابد من أنزال البضائع لتبادلها من الجانبين من التجار ،وهنا ظهرت مهنة الكلة وبدأ يعمل بها أبناء القبائل .
وأكد أدروب ، أنه مع زيادة الرواج التجارى بين البلدين، والإقبال الكبير من أبناء القبائل على العمل فى تلك المهنة، قام شيوخ القبائل قديما، بتقسيم أيام العمل فى منفذ رأس حدربه وتبة الجمال بالشلاتين على أبناء القبائل حتى لا يحدث صدام وذلك على مدار أيام الأسبوع.
وأوضح الحسن أدروب ، أنه أصبح لكل قبيلة تسكن المثلث يوم خاص للعمل، يكون لها نصيب تفريغ الوارد من هذه البضائع مقابل أجر محدد مع التاجر أو سائق السيارة المحملة والتى كانت أغلبها محاصيل وأخرى معبأة فى أجولة مثل الكركديه والسمسم وجلود الأبقار والصمغ العربى وكذلك الإبل.
من جانبه قال أحمد الشال تاجر جمال فى الشلاتين ، إن الوضع بالنسبة لمهنة الكلة أو العتالة فى سوق الجمال ربما يكون أفضل ممن يعملون بها فى حدربه فى المعاناة بفضل تبة الجمال، موضحاً أن الجمال الواردة من السودان والتى يطلق عليها " التبوكة " وتصل سيرا على أخفافها وتستغرق رحلتها من أسبوع إلى 10 أيام عقب وصولها سوق الشلاتين تعرض للبيع والشراء، ويتم تحميلها على السيارات من على تبة الجمال لنقلها لمحافظات أخرى .
وأضاف الشال لـ"برلمانى"، أن قديماً عملية تحميل الجمال على السيارات تتم فى تبه ترابية "قمة مرتفعة" تقترب من سطح صندوق السيارة يتم جر الجمل إليها لتحميله، مضيفاً أن عملية التحميل أصبحت أقل صعوبة بعد إنشاء تبة أسمنتية طولها 100 متر، وارتفاعها هو ارتفاع سيارات النقل نفسه، ومكونة من 8 مواقع مجهزة لركن السيارات وتحميلها.
فيما قال أدم حامد شاب يعمل فى مهنة شحن الجمال بسوق الجمال بالشلاتين، إن قديما كانوا يواجهون صعوبة كبيرة ومعاناة فى عملية صعود الجمال على التبة ثم تحميلها وتتعرض الجمال للضرب المبرح حتى تستجيب ، مؤكدا أنه الآن فى ظل وجود تبه أسمنتية أصبح التحميل أقل صعوبة وليس متعبا للجمل وللعامل فى "الكلة".
وأضاف حامد، أن عملية " الكلة " فى المنفذ " منفذ حدربه" متعبة لتحميل أجولة حبوب زراعية وبضائع أخرى ونقلها من سيارة لأخرى، فهناك مشقة كبيرة فى العمل لمدة ساعات ونقل أجولة قد يصل وزنها 100 كيلو جرام فى بعض الأحيان .
وكشف حامد لـ"برلمانى" أن هناك أعمال خير يتبعها العاملون فى " الكلة " " الشحن والتفريغ " فى المثلث، مثل أن يتم الإعلان فيما بينهم أن يجمع نصف يوم من كل منهم لمساعدة مريض يحتاج لأدوية وعمليات جراحية، كذلك يجمع العمال في الكلة أجرتهم لتقديمها لشخص ينوى الزواج ويحتاج لمساعدة مادية.