وتعد محافظة البحيرة، إحدى المحافظات التى تضم العديد من المناطق الأثرية المختلفة سواء الإسلامية أو الرومانية أو الفرعونية، وتحول حلم الثراء للمواطنين بدون جهد إلى هوس التنقيب على الآثار والسير خلف الدجالين والمشعوذين الذين يستغلون الفقر والجهل المنتشر فى تلك المناطق بإقناع الضحايا بوجود كنز مدفون على بد أمتار قليلة من سطح الأرض، ويبدأ معها مسلسل استنزاف أموال الضحية بحجة التنقيب عن الآثار، من بخور ولوازم فتح المقبرة، حيث يصل سعر البخور إلى عشرين ألف جنيه.
وشهدت محافظة البحيرة العديد من الحوادث لضحايا التنقيب على الآثار، حيث لقى 7 أشخاص مصرعهم خلال شهر يوليو أثناء التنقيب على الآثار بدائرة مركزى بدر وحوش عيسى اختناقًا نتيجة الأكسجين وانهيار الرمال عليهم، وتم انتشال الجثث بمعرفة رجال الإنقاذ النهرى بينهم 4 من أسرة واحدة.
وتمكنت قوات الإنقاذ البرى بالبحيرة، برئاسة العميد جمال ياسين مدير إدارة الحماية المدنية، من إنقاذ 5 أشخاص انهالت عليهم الرمال داخل حفرة أثناء التنقيب على الآثار بمنزل حلف مساكن الرست هاوس التابعة لمركز شرطة وادى النطرون، بعد محاولات مكثفة لأكثر من 24 ساعة فى محاولات إنقاذهم.
وعلى جانب آخر، تمكنت الأجهزة الأمنية بالبحيرة، خلال العام الحالى من القبض على 15 شخصًا أثناء التنقيب على الآثار بمراكز أدكو ورشيد وشبراخيت والمحمودية بينهم موظفون بالوحدات المحلية.
ويروى " حلمى.م"، 59 سنة، ومقيم بدائرة قسم النوبارية، أحد ضحايا التنقيب على الآثار، أنه وقع لعملية نصب من أحد الدجالين، أن مأساته بدأت حينما تردد عليه أحد الدجالين ليقول لى بأن أرضى يوجد بها كنز سيحقق لى ثروة هائلة، مضيفًا أن الدجال أغوانى بإخراج الكنز وتحقيق ثروة هائلة من ورائه فور بدء عمليات التنقيب عنه بالأرض.
وأشار الضحية، أن الدجال بدأ فى طلبات عمليات فتح المقبرة لاستخراج الكنز، حيث قال لى إن حراس المقبرة يطلبون منه ذبح خروف حتى تفتح المقبرة، وبالفعل تم إحضار خروف وذبحه ولكن طلب الدجال طلبات أخرى، حيث طلب "ديك بلدى أسود" ليس به ريشة بيضاء، واستمر هذا الحال لمدة ثلاثة أشهر، وفى أحد الأيام أخبرنى بأن إحدى بناتى ملبوسة بسب وجود المقبرة الفرعونية فى باطن أرضى وتحتاج لعلاج حتى نتمكن من فتح المقبرة، وبالفعل تزوج ابنتى وعاشرها معاشرة الأزواج بدعوى علاجها تحقيقًا لرغبة الجان من أجل فتح المقبرة التى يقوم والدها بالتنقيب عن الآثار والحصول على الكنز.
وأوضح، "أن الدجال تزوج نجلتى لمدة 15 يومًا ومارس معها الجنس بالقرب من المقبرة، مشيرًا أن الدجال حصل على توقيعى أنا وزوجتى على إيصالات أمانة بإدعاء ضمان حقه فى الكنز من المقبرة الذى سوف يكون بالملايين، وبعد انتهاء الــ15 يومًا، تركنا للاعتكاف فى مكان بعيد حتى تفتح المقبرة، حتى اكتشفت أننى تعرضت لعملية نصب".
وبدموع منهمرة، يكمل المزارع قصته المريرة، بأنه اكتشف أن ابنته حامل، كما أن هذا النصاب قام بتسليم إيصالات الأمانة لمحامى والمطالبة بالأموال أو الحبس.
ويقول السيد العاصى الخبير السياحى، إن محافظة البحيرة، من المحافظات المتنوعة فى الآثار بوجود آثار فرعونة ورمانية وإسلامية بها، مشيرًا إلى أن مدينة رشيد هى ثانى مدينة يتواجد بها آثار إسلامية بعد القاهرة.
وأضاف العاصى، أن عمليات النصب على المواطنين والفقر يدعونهم للبحث عن الثراء بكافة الطرق مهما كانت النتيجة، لافتًا إلى أن هوس التنقيب عن الآثار تزايد فى الفترة الأخيرة، خاصة فى المناطق الصحراوية كوادى النطرون وبدر والتحرير وأبو المطامير وحوش عيسى.
ومن جانبه أكد اللواء محمد أنور هندى مدير المباحث الجنائية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، ملاحقة المتورطين بعمليات التنقيب عن الآثار وضبطهم فور وصول المعلومات، مضيفًا أن هناك ترصدًا دائمًا للعاملين بهذا المجال.
وطالب هندى، المواطنين بعدم الانسياق وراء عمليات النصب التى يقوم بها الدجالين وغيرهم من النصابين العاملين فى مجال البحث والتنقيب عن الآثار.