سرير لكل 50 ألف مواطن.. "العناية المركزة" صداع فى رأس أهالى بنى سويف

- أهالى المرضى: "موت وخراب ديار" بنبيع أراضى ومشغولات ذهبية لإيجاد سرير لزوينا

على الرغم من إعلان مديرية الصحة بمحافظة بنى سويف، بإشراف الدكتور عبد الناصر حميده وكيل وزارة الصحة، ورئاسة الدكتورة دعاء سيد روبى مدير إدارة الطوارئ بالمديرية، افتتاح غرفة 137 طوارئ بمقر المديرية المنوط بها تنسيق حالات الطوارئ بما فيها العناية المركزة والحضانات بين محافظات بنى سويف والفيوم والمنيا، والآمال التى وضعها أهالى المحافظة على تلك الغرفة للحد من جشع المستشفيات الخاصة، إلا أنه بعد مرور شهرين على افتتاح غرفة 137 طوارئ، تحطمت تلك الآمال والطموحات، أمام مواطنى المحافظة مع أول حالة يتعرض له مريض يحتاج إلى سرير عناية مركزة ويجد صعوبة بالغة فى الحصول عليه داخل المستشفيات الحكومية والتأمين الصحى والجامعة، ويتجه إلى المستشفيات الخاصة التى تنهش فى أجساد فقراء المحافظة الذين لا يجدون سرير داخل مستشفيات الدولة.

صرخات المرضى وذويهم لم تتوقف برغم افتتاح 48 سريرًا عناية مركزة داخل المستشفى العام بالمحافظة، ليصل أعداد أسرة العناية المركزة إلى نحو 80 سرير فى مستشفيات وزارة الصحة، ليصبح لكل 50 ألف مواطن سرير داخل مستشفيات الحكومة.

"أحمد محمد عبد العظيم"، سائق، يروى تفاصيل إصابة والدته بجلطة على القلب، ونقلها إلى مستشفى بنى سويف العام، قائلا: "توجهت بوالدتى عقب إصابتها باشتباه جلطة إلى مستشفى بنى سويف العام، وتم تقديم الإسعافات الأولية لها إلا أن الأطباء أخبرونى بضرورة وضع والدتى على جهاز سرير عناية مركزة "عناية قلب"، داخل اى مستشفى أخرى لعدم وجود سرير شاغر فى المحافظة.

وتابع أحمد حديثه لـ"اليوم السابع" قائلًا: توجهت بوالدتى إلى مستشفى خاص بالمدينة، وتم وضعها داخل قسم العناية المركزة، ونجح أحد أقاربى أن يجد سرير داخل مستشفى ناصر المركزى شمال المحافظة".

وأضاف: "داخل مستشفى ناصر استقبلتنا الممرضات بورقة مكتوب عليها باللغة الإنجليزية اسم دواء، وعندما توجهت إلى الصيدلية خارج المستشفى اكتشفت أنها علبة قفزات بلاستيك يستخدمها الأطباء والممرضات ثمنها 90 جنيها ، مشيرًا إلى أنه حينما عندما عاد إلى الممرضة أخبرته أن المستشفى يوجد بها نقص فى المستلزمات ويجب شراء القفازات من الخارج.

وتابع سائق التاكسى: "طلبت منى الممرضة بعد ذلك أخذ عينة الدم من والدتى الاتجاه إلى أحد معامل التحاليل الموجودة خارج المستشفى لإجراء بعض التحاليل لوالدتى بحجة عدم توافرها فى المستشفى، والغريب أن الممرضة أعطتنى ورقة خاصة بأحد المعامل وطلبت إجراء تلك التحاليل فى ذات المعمل دون أى معامل أخرى، حيث وصلت تكلفة التحاليل قرابة 500 جنيها".

مأساة أخرى روتها "روحية ممدوح أحمد " مقيمة بمركز الواسطى جنوب المحافظة والتى تعمل إدارية بإحدى المدارس، مع والد زوجها داخل المستشفى المركزى بمدينة الواسطى قائلة: "والد زوجى تم احتجازه داخل قسم العناية المركزة بالمستشفى ، ومكث بها يومين وفى صباح اليوم الثالث أخبرنى الطبيب أن زوج والدى يحتاج إلى البقاء يومين آخرين داخل قسم العناية"، مشيرة إلى أن بعد حديث الطبيب معى بساعتين فجئت بنقل المريض إلى قسم الباطنة بذات المستشفى بحجة وصول مرضى فى حادث تصادم يحتاجون إلى العناية المركزة.

وأضافت "روحية" أنها وشقيق زوجها قاموا بنقل المريض إلى إحدى المستشفيات الخاصة بمحافظة بنى سويف مكث اليومين بها وقاموا بدفع 10 آلاف جنيه للمستشفى فى اليومين  قامت بتجميعهم من خلال بيع ما كانت تملكه من مشغولات ذهبية.

فيما روى سعيد عبدالعظيم مقيم مركز أهناسيا غرب محافظة بنى سويف مشكلة أحد أقاربة الذى أصيب بتجمع دموى مفاجئ على المخ بحث خلالها على سرير عناية مركزة فى المستشفى الجامعى والمستشفى العام، وسلم تقرير إلى طوارئ مديرية الصحة.

وتابع سعيد: "اتصلت كثيراً بطوارئ مديرية الصحة إلا أن كافة الاتصالات باءت بالفشل بحجة عدم توافر سرير عناية مركزة ، ودفعنا 15 ألف جنيه فى ثلاث ليال داخل إحدى المستشفيات الخاصة، جمعها أولادة بعد بيع قطعة أرض، ولم تستجيب مديرية الصحة لمشكلتى إلا بعد تقدمى بشكوى عبر البوابة الإلكترونية لمجلس الوزراء لأجد اتصالا من غرفة طوارئ مديرية الصحة يخبرونى بتوفير مكان للحالة وتم نقلها".

من جانبه أكد الدكتور أحمد بغدادى مدير إدارة العلاجى بمديرية الصحة بمحافظة بنى سويف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن مستشفيات الصحة بالمحافظة يوجد بها نحو 80 سرير عناية مركزة منهم 48 سريرا تم افتتاحهم داخل المستشفى العام.

وأضاف الدكتور أحمد بغدادى أن مديرية الصحة برئاسة الدكتور عبد الناصر حميدة وكيل الوزارة، تشن حملات مستمرة على المستشفيات الحكومية وتركز فى حملاتها على أقسام العناية المركزة والحضانات وتقوم بإحالة المقصرين للتحقيق.

وأشار الدكتور أحمد بغدادى أنه بالنسبة لتنسيق الحالات التى تحتاج إلى سرير عناية مركزة يتم التنسيق فيها بين طوارئ مديرية الصحة وطوارئ الوزارة ويتم نقل الحالات من خلال غرفة الطوارئ 137.

فيما أعلنت إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة برئاسة الدكتور محمد عبد القادر مدير إدارة العلاج الحر والدكتورة هايدى محمد مساعد مدير إدارة العلاج الحر، أن أعداد أسرة العناية المركزة فى المستشفيات الخاصة بالمحافظة نحو 62 سرير ما بين عناية مركزة وعناية قلب، حيث نجحت إدارة العلاج الحر فى إغلاق 257 منشأة طبية مخالفة خلال النصف الأول من 2017.

العناية المركزة بمستشفى بنى سيف العام

المحافظ فى جولة داخل العناية المركزة ببنى سويف

وكيل وزارة الصحة فى جولة على بعض العنايات

العناية المركزة فى مستشفيات بنى سويف

العناية المركزة فى مستشفيات بنى سويف

وكيل وزارة الصحة

العناية المركزة فى المستشفيات الخاصة

العناية المركزة فى المستشفيات الخاصة

إغلاق العناية المركزة المخالفة فى المستشفيات الخاصة