أعربت الكثير من دول العالم عن غضبها وصدمتها من قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فرض تعريفات جمركية جديدة وواسعة النطاق، فى خطوة وصفها بـ"إعلان التحرير الاقتصادى للولايات المتحدة".
وتأمل إدارة ترامب تقليص العجز التجارى وتحفيز الصناعة المحلية، إلا أن التحذيرات الاقتصادية جاءت سريعة حيث اعتبرت غرفة التجارة الأمريكية أن هذه الخطوة تمثل "ضريبة واسعة على المستهلكين" وتهدد بحدوث ارتفاع حاد بالأسعار وتباطؤ اقتصادى.
وفى ما يأتى أبرز ردود الفعل على الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب على واردات بلاده من دول العالم أجمع، ولا سيما من الصين والاتحاد الأوروبى.
أعلنت الصين الخميس أنها "تعارض بشدة" الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على صادراتها، متعهدة باتخاذ "تدابير مضادة لحماية حقوقها ومصالحها". وقالت وزارة التجارة فى بيان إن الرسوم الجمركية "لا تتوافق مع قواعد التجارة الدولية وتضر بشكل خطير بحقوق الأطراف المعنيين وبمصالحهم المشروعة".
من جانبه دعا اتحاد الصناعات الكيميائية الألمانية الذى تعتبر الولايات المتحدة أكبر مستورد لمنتجاته، الاتحاد الأوروبى إلى "التحلى بالهدوء" فى رده على رسوم ترامب، مؤكدا أن "التصعيد لن يؤدى إلا إلى تفاقم الضرر".
بينما ندد اتحاد صناعة السيارات الألمانى، حسبما ذكرت "شبكة رؤية" بالرسوم الجمركية، مطالبا الاتحاد الأوروبى بالرد عليها بقوة كونها "ستسبب خسائر فادحة" ومناشدا إياه فى الوقت نفسه "الاستمرار فى التعبير عن استعداده للتفاوض".
كما حذر هذا الاتحاد الألمانى من أن الخسارة لن تقتصر على بلاده بل ستطال المستهلك الأمريكى وصناعة السيارات الأمريكية نفسها.
وناشد بروكسل إبرام اتفاقيات للتجارة الحرة "مع أكبر عدد ممكن من المناطق فى العالم" لكى يصبح الاتحاد الأوروبى "بطلا للتجارة العالمية الحرة والعادلة".
كما تعهد رئيس الوزراء الكندى مارك كارنى بالرد على رسوم ترامب الجمركية ، معتبرا أنها "ستغير جذريا" التجارة الدولية.
وقال كارنى فى أوتاوا "سنتصدى لهذه الرسوم الجمركية بإجراءات مضادة" معتبرا أن الرسوم على الصلب والألمنيوم والسيارات "ستؤثر مباشرة على ملايين الكنديين".
من جانبها أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلونى أن رسوم ترامب "إجراء سيئ" محذرة من أن اندلاع حرب تجارية لن يؤدى إلا إلى إضعاف الغرب.
وقالت ميلونى فى بيان إن "فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبى إجراء أعتبره خاطئا ولا يصب فى مصلحة أى من الطرفين. سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية ستؤدى حتما لإضعاف الغرب لصالح جهات فاعلة عالمية أخرى".
كما أعلن وزير التجارة البريطانى جوناثان رينولدز أن المملكة المتحدة ما زالت ملتزمة بالتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة "لتخفيف" تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، مشددا على أن لندن لا تعتزم اتخاذ إجراءات انتقامية فى الحال.
وأقر البرلمان البرازيلى قانونا يجيز للحكومة اتخاذ إجراءات للرد على أى قيود تجارية تعرقل صادرات البلاد، بينما قالت حكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إنها تأسف للقرار الذى اتخذته الحكومة الأمريكية اليوم بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على كل الصادرات البرازيلية.
وأضافت أنها "بصدد تقييم كل الإجراءات الممكنة لضمان المعاملة بالمثل فى التجارة الثنائية، بما فى ذلك اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية".
بدوره أعلن رئيس الوزراء الأسترالى أنتونى ألبانيز أن رسوم ترامب "غير مبررة بتاتا" ومن شأنها أن تغير علاقة بلاده بالولايات المتحدة.
كما أعرب رئيس الوزراء الإيرلندى مايكل مارتن عن "الأسف الشديد" لفرض الرئيس الأمريكى رسوما جمركية بنسبة 20% على واردات بلاده من الاتحاد الأوروبى، داعيا الدول الـ27 الأعضاء بالتكتل إلى الرد على واشنطن بطريقة "متناسبة".
واعتبر الرئيس الكولومبى غوستافو بيترو أن "الحكومة الأمريكية تعتقد أن زيادة الرسوم الجمركية على وارداتها عموما قد تزيد الإنتاج والثروة والعمالة. وبرأيى، قد يكون هذا خطأ فادحا".
من جانبه قال وزير الخارجية الدانماركى لارس راسموسن إن "الجميع استفادوا من التجارة العالمية، ولا أفهم لماذا تريد الولايات المتحدة شن حرب تجارية على أوروبا. لا أحد ينتصر، الجميع خاسرون" مؤكدا أن "أوروبا ستبقى موحدة وستقدم ردودا قوية ومتناسبة".
وأكدت الرئيسة كارين كيلر-سوتر التى فرض ترامب على بلادها رسوما جمركية بنسبة 31% أن "المصالح الاقتصادية الطويلة الأمد لسويسرا تشكل الأولوية".
وأشارت كيلر-سوتر إلى أن "احترام القانون الدولى والتجارة الحرة أمران أساسيان" لفتت إلى أن برن "ستحدد بسرعة ما سيأتى بعد ذلك".
وحذرت اليابان الخميس من أن الرسوم الجمركية الجديدة التى فرضها ترامب قد تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية والمعاهدة التجارية المبرمة بين البلدين.
وأعلن وزير التجارة والصناعة يوجى موتو أن طوكيو أبلغت واشنطن بأن الرسوم الجمركية إجراء "مؤسف جدا".
أعلن رئيس الوزراء التايلندى بايتونغتارن شيناواترا أن بلاده لديها "خطة قوية" للتعامل مع الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب على صادراتها إلى الولايات المتحدة، مؤكدا أن بانكوك تأمل أن تنجح عبر التفاوض فى خفض هذه التعرفات الباهظة البالغة نسبتها 36%.
وأعرب الرئيس بالإنابة هان داك سو عن أسفه لأن "حرب الرسوم الجمركية العالمية أصبحت حقيقة" متعهدا باستخدام جميع موارد الحكومة للتغلب على الأزمة التجارية.