التروسيكل وسيلة مواصلات غير آمنة، ولكنها الوحيدة التى يستقلها الأطفال فى الذهاب إلى المدارس والعودة إلى منازلهم بعد انتهاء اليوم الدراسى ببعض القرى بمراكز أسيوط، وهو أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه عذاب يومى لتصبح يوميات المدرسة عقاب وقلق بدلا من الدراسة، فالشكل العام لتكدس التلاميذ أعلى التروسيكل أو السيارة الربع نقل يهدد بوقوع كارثة حقيقية ربما تزهق فيها أرواح الأطفال، فالتروسيكل عموما وسيلة مواصلات مخصصة فى الأصل للنقل الخفيف، والذى لا تزيد حمولته عن الـ100 كيلو، ولكن تكدس العشرات من الأطفال ينذر بوقوع كارثة حقيقية على الرغم من أن ذلك يتم على مرأى ومسمع الجميع.
وتعتبر قرى مركز الغنايم بمحافظة أسيوط من أكثر المراكز التى تستخدم التروسيكل كوسيلة لنقل الأطفال للمدارس، وهو أيضا الوسيلة الوحيدة للتنقل من قرية المشايعة قبلى وبحرى لمركز الغنايم، وعلى الرغم من أنه وسيلة مواصلات رخيصة إلا أن سائقى التروسيكلات يعوضون هذا الأمر بزيادة الحمولة من الأطفال وهى فى الأصل مخالفة للوزن المقرر حمولته.
يقول سيد على أحد أهالى قرية المشايعة، إن التروسيكل هو وسيلة المواصلات الوحيدة التى يستخدمها أولياء الأمور لنقل أبنائهم للمدرسة وهم أطفال فى عمر الـ 6 سنوات، ويمثل التروسيكل خطورة كبيرة عليهم، ولكن فى النهاية لا توجد حلول بديلة لدى الأهالى وعلى المحافظة والمركز محاولة إيجاد حلول لهذه المشكلة.
وأضاف سامح على، أحد الأهالى، أن أغلب المدارس بعيدة عن القرى ويضطر أولياء الأمور للجوء إلى التروسيكل كوسيلة مواصلات، لأنه رخيص فى أجرته فيتم دفع 50 قرشا للطفل، ولكن سائق التروسيكل يقوم بتحميل أكثر من 20 طفلا وتلميذا فى النقلة الواحدة، وإذا ما رفض أولياء الأمور فلا يجدون أى وسيلة مواصلات بديلة تنقل أبناءهم فيضطرون للموافقة.
وأوضح وحيد إسماعيل أحد الأهالى بقرية المشايعة، أن أغلب الحوادث التى تقع على جانبى الطريق تكون بسبب زيادة حمولة التروسيكل، فحينما تزيد الحمولة ينقلب التروسيكل على جانبى الطريق ويكون الأطفال ضحية لهذا التصرف غير المسئول، وأحيانا ينقلب التروسيكل بالترعة وعلى ذلك يجب على المحافظة وضع لوائح تقنن استخدام التروسيكل فى نقل الطلاب أو محاسبة كل من يستخدمه فى أغراض غير المخصص له.
مصطفى عبد العال أحد أهالى مركز الغنايم أكد أن الأمر لم يقتصر فقط على التروسيكلات، وإنما تقوم سيارات الربع نقل بتحميل عدد كبير جدا من الأطفال فى صندوق السيارات، وحينما تمر السيارة بمطب يسقط الأطفال من أعلى صندوق السيارة، حيث يصل عدد الأطفال لأكثر من 30 طفلا بمراحل الابتدائية ورياض الأطفال، والسيارات تمر دون رادع أو محاسب وهى محملة بالأطفال، رغم أنها فى الأصل سيارات مواشى.
وأشارت مها عابدين إحدى الأمهات بالقرية، إلى أن أولياء الأمور يضطرون إلى استخدام التروسيكلات لنقل أبنائهم إلى المدارس نظرا لبعدها عن المنازل، او الخوف على الأطفال من حالات الخطف أو سرقتهم، ولكن قائدى مركبات التروسيكل يستغلون الأمر فى زيادة عدد الأطفال بغرض جمع مبالغ مالية كبيرة دون النظر إلى أن زيادة حمولة التروسيكل تتسبب فى وقوع حوادث على الطريق.