قال قاتل والده المتهم "محمد عبدالمنعم محمود" 23 عاما، عامل، أمام المستشار كمال الشناوى رئيس نيابة مركز الاسماعيلية بإشراف المستشار ياسر أبوغنيمة المحامى العام لنيابات الإسماعيلية، بأنه قرر التخلص من والده بسبب بخله الشديد عليه، قائلا: "دائما مايهيننى أمام أسرتى وتكاثرت على الديون نظرا لإننى كنت لأقترض من أصدقائى مبالغ مالية لإنفاقها على نفسى" .
وأضاف المتهم، أنه قرر قتل والده أكثر من مرة لكى يكون هو المسيطر والمتحكم فى أموال والده، وينفق منها ما يحلو له، ويسدد الديون المتراكمة عليه.
وأشار المتهم إلى أن ضباط مباحث الاسماعيلية، تمكنوا من كشف المستور والقبض عليه، مؤكدا أنه نادم على فعله، مضيفا "الشيطان زين لى فعلتى وأنا نادم على مافعلت".
وتلقى اللواء محمد على حسين مدير أمن الإسماعيلية ، إخطارا من العميد هشام مروان مأمور مركز أبوصوير، يفيد بتلقيه اشارة من نقطة شرطة مستشفى الاسماعيلية الجامعى، تفيد بوصول المجنى عليه "عبدالمنعم محمود راغب منصور" 69 عاما، تاجر مواشى مقيم أبو سلطان ــ دائرة مركز أبوصوير، مصاب (كسر بقاع الجمجمة)، توفى أثناء إجراء الإسعافات، تم التحفظ على الجثمان بمشرحة المستشفى.
وبسؤال نجله "محمد" 23 عاما، عامل مقيم ذات العنوان، قرر أثناء قيام والده بالتصدى لأربعة أشخاص مجهولين حال قيامهم بالشروع فى سرقة حظيرة المواشى خاصتهم، قام أحدهم بالتعدى علية بالة حادة ، محدثاً إصابته التى أودت بحياته ولاذوا بالفرار .
على الفور، تم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد أحمد عبد العزيز مدير المباحث الجنائية، ضم العميد مدحت منتصر رئيس المباحث الجنائية، والرائد محمد جميل رئيس مباحث مركز الاسماعيلية، والرائد أحمد عبدالله رئيس مباحث أبوصوير، ومعاونيه النقباء محمد جمال ومحمد ادريس معاونى المباحث.
أوكل لفريق البحث، أعادة معاينة مكان الواقعة فنياً بالاشتراك مع خبراء وضباط الأدلة الجنائية ( بيولوجى ـ تصوير ـ آلات بصمات ــ خبير مسرح الجريمة لرفع الآثار المادية المختلفة عن الحادث، والتى يمكن الاستفادة منها فى إماطة اللئام عن الواقعة، وإجراء التحريات السرية اللازمة، تنشيط مصادر المعلومات، تكثيف الجهود الأمنية لكشف غموضها العمل على سرعة تحديد وضبط مرتكبيها واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وإعادة مناقشة المبلغ حول ظروف وملابسات الحادث، وأوصاف الجناة الجسدية والسنية، وخط سير هروب الجناة، وصولاً لتحديد شخصهم وضبطهم، وفحص خطوط السير المحتملة للجناة أثناء وقبل وصولهم لمكان الحادث، وعقب هروبهم ومناقشة أهالى المنطقة عن مشاهدتهم للجناة وأوصافهم.
وتوصلت تحريات فريق البحث من خلال فحص الكاميرات، خلافات المجنى عليه، ومناقشة الشهود بجمع المعلومات، وإجراء التحريات، فقد أكدت التحريات عدم صحة ما رواه المبلغ.
وكشفت تحريات فريق البحث، حقيقة الواقعة، أن نجل المجنى عليه "محمد"23 عاما، عامل ومقيم نفس عنوان المجنى عليه، دائم اقتراض الأموال من أصدقائه للإنفاق على ملذاته وتعثر مادياً، و لم يستطع الوفاء بالديون المتراكمة عليه، و طلب أموال من والده ورفض ، ومع إصرار الأخير على عدم إعطاء نجله أى مبالغ، ونهره لأكثر من مرة لذات السبب، حيث تجرد المتهم من كل مشاعره الانسانية وعقد النية والعزم على قتل والده، وبات يتحيل الفرصة للإنفراد به، فى إطار من انتواه لتنفيذ ذلك، أعد سلاح (سنجة)، وقام ليلة الحادث بإيهام والده بوجود لصوص داخل حظيرة المواشى خاصته، وحال خروج والده لاستبيان الأمر، قام بالتعدى علية بـ"السنجة" على رأسه، ونتج عن ذلك اصابته التى أودت بحياته ،و إمعاناً فى التخفى من اكتشاف أمره، قام بكسر باب حظيرة المواشى للإبهام بوجود واقعة شروع فى سرقة، وتظاهر بعد ذلك بالمساعدة فى البحث عن مرتكب الواقعة.
كما توصل فريق البحث، إلى شاهدى الرؤية، وهم "محمد طارق عبدالرحمن محمد" 19عاما، حاصل على دبلوم زراعة "أحد جيران وقريب المجنى عليه"، و"سامح محمد محمود محمد" 34 عاما عامل بحظيرة المواشى الخاصة بالمجنى عليه، مقيمان عزبة الهيبة دائرة المركز، اللذان أيدا ما جاء بالتحريات، وأضاف الأول بسابقة قيام المتهم نجل المجنى عليه، بمحاولة الاتفاق معه على التخلص من والده المجنى عليه، ولكنه رفض ذلك.
عقب تقنين الاجراءات، عرض مضمون ما جاء بالتحريات على النيابة، قررت ضبط وإحضار المتهم "محمد عبدالمنعم محمود راغب"، وبمناقشته بما أسفرت عنه التحريات، أقر تفصيلاً بصحة ما جاء بها، حيث أقر بقيامه عقب الواقعة بقتل والده، وإخفاء الأداة المستخدمة "سنجه والقفل الحديدى الخاص بحظيرة المواشى"، بإحدى حقول القمح المجاورة، وبإرشاده تم ضبطهما.
تم التحفظ على المتهم والمضبوطات، وقررت النيابة العامة حبس المتهم 4 ايام على ذمة التحقيق.