خطوة إيجابية اتخذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه القضية الفلسطينية بعد زيارته لمصر والتى استمرت لثلاثة أيام، عقد خلالها مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي عقبها قمة ثلاثية لفرنسا والأردن ومصر، تم خلالها إطلاع الرئيس الفرنسي على الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة والتى حظت بدعم عربي وإسلامي، عقبها تأييد فرنسي لها ورفض لخطط واشنطن وتل أبيب للتهجير، واختتمها بزيارة لمصابى قطاع غزة بمستشفي العريش.
وفاجأ ماكرون المجتمع اللأوروبى والدولى بالإعلان أن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين في يونيو لمناسبة مؤتمر عن فلسطين يعقد في نيويورك وتتقاسم رئاسته مع السعودية، وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع قناة “فرانس 5” بثت مساء الأربعاء "علينا أن نمضي نحو اعتراف، وسنقوم بذلك في الأشهر المقبلة"، مضيفا "هدفنا هو ترؤس هذا المؤتمر مع السعودية في يونيو، حيث يمكننا أن ننجز خطوة الاعتراف المتبادل (بدولة فلسطين) مع أطراف عدة".
واضاف ماكرون “سأقوم بذلك لأنني أعتقد أن الأمر سيكون صحيحا في لحظة ما، ولانني أريد أيضا أن أشارك في دينامية جماعية، تتيح كذلك لجميع من يدافعون عن فلسطين الاعتراف بدورهم بإسرائيل، الامر الذي لم يقم به العديد منهم".
وأكد أن ذلك سيتيح أيضا أن نكون واضحين للنضال ضد من ينكرون حق إسرائيل في الوجود، وهذا ينطبق على ايران، وأن نمضي نحو أمن مشترك في المنطقة.
وفرنسا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التى تعترف بفلسطين بل إنها بذلك تنضم إلى أكثر من 150 بلدا معترفا بالدولة الفلسطينية بشكل رسمي، وفي مايو 2024 اتّخذت الخطوة كل من إيرلندا والنروج وإسبانيا، وكذلك سلوفينيا في يونيو، لكن فرنسا ستكون القوة الأوروبية الأكثر أهمية التي تعترف بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة قاومتها الولايات المتحدة لفترة طويلة، لكن مؤيديها يعتبرون أنها ضرورية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وفى أول فعل فلسطينى، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالموقف الفرنسي المتقدم الذي عبر عنه الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطين خلال الأشهر القليلة المقبلة، واعتبرت الوزارة في بيان لها، اليوم الخميس، موقف الرئيس ماكرون بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح لحماية حل الدولتين وتحقيق السلام، في انسجام صريح مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وطالبت الخارجية الفلسطينية الدول التي لم تعترف حتى الآن بدولة فلسطين بالمبادرة إلى مثل هذا الاعتراف خاصة الدول الأوروبية، كما طالبت بدعم الجهود الفلسطينية المبذولة لحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ودعت الدول كافة إلى المشاركة في المؤتمر الدولي الذي سيُعقد في يونيو المقبل برئاسة مشتركة فرنسية- سعودية، دعماً وإسناداً لتطبيق حل الدولتين.
وأكدت الخارجية، أن الوقف الفوري لجرائم الإبادة والتهجير والضم واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع وتمكين الشعب الفلسطيني من تجسيد دولته على الأرض، هي مفتاح حل الصراع وتحقيق أمن المنطقة واستقرارها.
فى حين تسبب موقف الرئيس الفرنسي في غضب داخل تل أبيب، والتى نددت بتحرك فرنسا، وأدان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس قد تعترف بدولة فلسطين في يونيو، زاعما أن ذلك سيكون "مكافأة للإرهاب".
وقال ساعر عبر منصة إكس إن "اعترافا أحاديا بدولة فلسطينية وهمية من جانب أي دولة، ضمن الواقع الذي نعرفه جميعا، سيكون مكافأة للارهاب وتعزيزا لحماس"، مضيفا أن "هذا النوع من الأفعال لن يجلب السلام والأمن والاستقرار إلى منطقتنا".