وأطلق الأهالى على تلك المعديات "معديات الموت"، بسبب تهالكها وتسببها فى موت الكثير من الأهالى غرقًا فى الترعة التى يصل عمقها حسب كلام الأهالى إلى 20 مترًا، فى الوقت الذى تتواجد جميع الخدمات فى القرى فى شرق القرى بينما الضفة الغربية محرومة من الخدمات والمدارس والوحدات الصحية كذلك عدم وجود صرف صحى، مما يضطر الأهالى إلى إلقاء مخلفات الصرف فى ترعة السويس.
ويقول حسن ربيع، مدير مدرسة السلام الإعدادية بعزبة أبو ربيع التابعة لقرية أبو سلطان فى فايد، إنه يوجد معدية فى قلب الترعة واصلة فى أوله وأخره بكوبرى خشب متهالك، يربط الضفة الشرقية بالضفة الغربية للعزبة، ويطر الطلاب بالمرور من على تلك المعدية يوميًا من أجل الوصول للمدرسة، فى الوقت نفسه شهد هذا الصال وفاة 4 أشخاص من قبل، بسبب تهالكه وغير صالح للاستخدام وغير أمن فى العبور.
وأشار إلى أن أحد الأهالى لقى مصرعه الأسبوع الماضى، ويدعى محمد وحيد عبد الكريم تاجر دواجن أثناء عبوره من على معدية عزبة أبو ربيع، ومن قبل توفى أيمن ذكريا 14 عامًا، وسحر فرج إبراهيم 20 سنة، كما توفى من عدة سنوات طفل كانت تحمله أمه على يديها أثناء العبور.
ويقول عطية عبد الصمد، سائق، من أهل قرية سرابيوم، أن المعدية من عدة سنوات كانت تعمل بواسطة السحب اليدوى "للجنزير" المثبت بها وحتى عبورها للجانب الآخر الأمر الذى كان يصعب على الأطفال والنساء وكبار السن، فضلاً عن الفترة الزمنية التى قد ينتظرها الفرد حتى يعبر شخص آخر فى الجهة المقابلة فيستلم منه المعدية ويبدأ بالسحب للعبور.
واستطرد "مما دفع الأهالى الى فكرة تثبيت المعدية وإيصالها بجسر من القضبان الحديدية حتى البر الآخر، ولكن مع مرور الوقت تعرض الحديد الى الصدأ والتآكل وتم استبداله بألواح خشبية الا أنه تهاوى بدوره فى المياه، وكلما تزيد وترتفع المياه كلما تتسع الفواصل بين الأخشاب وتنحرف وتميل أكثر مما يجعلها أشد خطورة على الأطفال والكبار المعرضون لخطر الانزلاق فى الترعة فى أى لحظة".
وتابع عطية، تعددت حوادث الغرق وآخرها غرق شاب من أسبوع، بالإضافة إلى الحوادث التى باتت تتكرر يوميًا من سقوط المارة والعابرين ولاسيما الأطفال ويتم انتشالهم سريعًا وإنقاذهم وآخرهم، ولكن كما يقول المثل الشعبى الدارج "مش كل مرة تسلم الجرة".
ويقول الحاج مصطفى النحاس، بالمعاش، تقدمنا بالعديد من الشكاوى للمسئولين، منها شكاوى موقعها من معظم أهالى البلد إلا انه لم يُلتفت إلى الشكوى كأن أرواحنا وأرواح أطفالنا لا تهم المسؤلين، وليس هناك أدنى اهتمام بحياة المواطنين البسطاء، ولم نحصل سوى على وعود زائفة تذهب أدراج الرياح بمرور الوقت، أو إصلاحات طفيفة للمعدية بالأخشاب أو غيره والذى لم يحل المشكلة بل زادها تعقيدًا، لذلك نريد حلًا جذريًا بعمل جسر خرساني، حفاظًا على أرواح الأطفال الأبرياء وحماية مستقبلهم، بعد أن تسرب البعض منهم من التعليم خوفًا من عبور المعدية.
من جانبه قال المهندس طارق شكرى، رئيس مركز ومدينة فايد بالإسماعيلية، إنه مدرج فى خطة خلال الفترة القادمة، إنشاء 5 كبارى كمحاور لربط طريق "الإسماعيلية – السويس، بالبر الشرقى لترعة، وهى كبارى ذات تكلفة كبيرة، سوف تشرف عليها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.