كتب محمود العمرى
قال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، زيارة الملك "سلمان" لمصر جاءت فى توقيت دقيقٍ وحساس، فماتزال المنطقة العربية والإسلامية تعانى مِن أزمات خطيرة، وتتهددها مؤامرات لم تنتهِ بعد؛ تهدف إلى زرع الشقاق بيْن أبناء الأمة الواحدة، بل والوطن الواحد، والطائفة الواحدة؛ فضلًا عن باقى البلاد والطوائف.
وأكد برهامى فى رسالة كتبها عبر موقعه الرسمى "أنا السلفى"، إن زياته حَمَلت عدة معانٍ ورسائل مهمة وهى أن مصر والسعودية هما حجر الزاوية فى استقرار المنطقة، وكل منهما يكمِّل الآخر: "عسكريًّا، واقتصاديًّا، وسياسيًّا، وأمنيًّا، ومجتمعيًّا"؛ فهما فى الأصل شعب واحد له أقاليم متعددة، يجمع بيْن أبنائه الدين الواحد، واللغة الواحدة، والانتماء الواحد، موضحًا أن محاولة تصدير الجماعات الصدامية والتكفيرية "أمثال: داعش، والقاعدة" وما جرى مجراها على أنها الممثـِّلة "للوهابية والسَّلفية"؛ محاولة فاشلة كاذبة خاطئة، وأن وراءها الأعداء ومايزالون فى محاولات دءوبة؛ لتوصيل صورة خاطئة عن الدعوات الإصلاحية المعتدلة، القادرة على التعايش مع المجتمعات دون التحوصل ضد المجتمع أو خارجه، وهذا مِن أهم الأمور التى لابد أن تدركها الحركات الإسلامية ككل، والاتجاهات السلفية خاصة.
وتابع: "زيارة الملك "سلمان" للأزهر ولقائه بشيخة تأكيدًا على أن وجود قدرٍ مِن الخلاف بيْن المسلمين أمر طبيعى، ستظل المساحة الأكبر للتوافق هى الغالبة، ويظل التعاون على مواجهة الأخطار المشتركة المجمع على ضرورة مواجهتها وهى تحاول هدم ثوابت الدين وقيم الأمة ومنهج أهل السُّنة هو الضرورة التى لا بد منها، كما أن استقبال الملك "سلمان" لـ"رأس الكنيسة الأرثوذكسية" كانت رسالة مفادها: أن اختلاف الدين والعقيدة لا يمكن أن يعنى استحالة التعايش فى سلام مِن أجل مصلحة بلادنا وأوطاننا وأمتنا العربية، وهذا الذى نكرره دائمًا، وإن أصر المخالفون على أن يجعلوننا بيْن خيارين "كلاهما باطل": إما أن تتنازلوا عن عقيدتكم، وإما أن تتحولوا إلى "دواعش" ومقاتلين تخرِّبون البلاد والعباد، وتنتهكون حرمات الناس.
ولفت الى أن الوفاء بالعهود والعقود الاجتماعية التى تتضمنها دساتيرنا ومناهجنا هو الركن الأساسى لحقيقة موقفنا، مع تمسكنا الذى لا يَقبل التنازل بثوابت عقيدتنا وديننا مهما حاولوا التشويه والكذب، ولقد كانت مواقف "الدعوة السلفية" قبْل الثورة وأثنائها وبعدها مِن حماية "الأقباط" ورفض الاعتداء عليهم، وكذا المشاركة معهم فى الأعمال المختلفة: السياسية، والتأسيسية، ورعاية مصالح الوطن الواحد - كانت هذه المواقف تأكيدًا على هذا الأمر.