كتبت رشا عونى
روى السيد ياسين، الكاتب والمفكر، تفاصيل لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بعدد من المثقفين منذ 9 أيام، مؤكدا أن الرئيس وعدهم بعقد لقاء آخر بعد شهر بعد تكوين مجموعات عمل لتقديم آرائهم ومقترحاتهم مكتوبة.
وقال ياسين فى مقاله لجريدة الأهرام اليوم بعنوان "لقاء الرئيس مع المثقفين"، أن السيسى اكتفى فى بداية اللقاء بكلمة موجزة، وكلف حلمى النمنم وزير الثقافة بإدارة الحوار، وكان "ياسين" أول من طلب الكلمة نظرا لتجهيزه لأفكاره بحكم إشرافه على بحث شامل يقوم به المركز العربى للبحوث عن التحليل النقدى للمشكلات المصرية- بحسب قوله.
وأكد أن الرئيس استمع باهتمام إلى كلمته كباقى كلمات الحضور دون أن يسجل ملاحظات، وأنه طرح فى كلمته 6 موضوعات مختلفة، كان أولها توصيفه للدولة التى يقودها الرئيس بعد انتخابه بأنها عودة الدولة التنموية، وهذه الدولة بحسب التعريف العلمى، هى التى تقوم بالتخطيط للتنمية المستدامة كما فعل الرئيس حين أعلن رؤية مصر التنموية 20-30 وتقوم أيضا بتنفيذ المشروعات الكبرى.
الدولة التنموية
وقال ياسين: "الدولة التنموية التى أسسها السيسى تتميز بأنها لا تستبعد القطاع الخاص فى الإسهام فى تنفيذ مشروعات التنمية، وإن كان رجال الأعمال سيعملون تحت إشراف الدولة ورقابتها منعا لظهور شبكات الفساد والتى تقوم عادة على الزواج المحرم بين أهل السلطة ورجال الأعمال كما حدث فى السنوات الأخيرة من حكم مبارك".
أما الموضوع الثانى الذى تحدث فيه "ياسين"، كان أن الدولة التنموية لن تستطيع النجاح فى مشروعها بغير المشاركة الفعالة للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والنخب السياسية والثقافية، وإن على الدولة التنموية أن تبدأ عملية تجديد مؤسسى شاملة بحيث تتحول الأحزاب السياسية إلى أحزاب تنموية لها رؤية محددة فى الاقتصاد وتقوم بالنقد الاجتماعى المسئول لما تطرحه الدولة من استراتيجيات تنموية، وتشارك فعلا فى مجال مشروعات التنمية المتوسطة والصغيرة وذلك سيكفل لها أن تحتك بالجماهير مباشرة.
خطة التنمية
وعن الموضوع الثالث الذى تحدث فيه الباحث السياسى، قال إن خطة التنمية لمصر 20-30 وإن كانت منطلقاتها صحيحة وأهدافها مقبولة إلا أنه كان ينبغى أن نركز فى المقام الأول على مشكلات مصر الكبرى، فلو عرفنا أن معدل الأمية فى مصر 26% وأن 26 مليون مصرى تحت خط الفقر و18 مليون مصرى فى العشوائيات ومعدل البطالة وخصوصا بين الشباب مرتبفع للغاية لأدركنا أنه كان ينبغى على الخطة أن تركز أولا على هذه المشكلات وأن تستخدم لغة التخطيط وتقرر أنه سيحدث كذا فى الأجل المتوسط وسيحدث كذا فى الأجل الطويل، حتى يتشكل وعى وعى الجماهير بصورة علمية وألا نتوقع مثلا أن يمكن تحقيق العدالة الإجتماعية فى عامين مثلا، وأنه كان يجب أن تطرح الخطة المستدامة لحوار مجتمعى، لأن مشروع قناة السويس الذى حظى بتأييد شعبى غير مسبوق، لم يحظ به مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة والذى ليس عليه إجماع من الخبراء ولا من الرأى العام.
مشكلة التعليم
وأشار السيد ياسين فى موضوعه الرابع أمام الرئيس إلى خطورة الازدواج التعليمى فى مصر بين تعليم دينى يقوم على النقل وليس على العقل، وتعليم مدنى مشوه بالإضافة إلى ازدواجية التعليم الوطنى والتعليم الأجنبى، والذى يتمثل فى عديد من المدارس والجامعات الأجنبية.
وكان الإعلام هو الموضوع الخامس الذى تحدث عنه ياسين ، حيث وصفه بالإعلام المريض والدولة المتخاذلة، وقال إن الإعلام التلفزيونى الخاص الذى يملكه رجال الأعمال أطلقوا على الشعب مجموعة من الأصوات النابحة التى تركز على تفاهات الحياة اليومية بدلا من الاهتمام بمشكلات الوطن الكبرى.
منظمات المجتمع المدنى
وسادسا، طالب ياسين الرئيس بحذف مادة ازدراء الأديان من قانون العقوبات لأننا فى دولة مدنية وليست دولة دينية، وسابعا قال إنه لابد من محاكمة مؤسسات المجتمع، متساءلا: " لماذا لا تنظم الدولة تحت رعايتها مؤتمرا عاما يدعى فيه أصحاب هذه المنظمات ليقدم كل منهم تقريرا وافيا عن تمويله الأجنبى وهل ينفذ أجندة وطنية أم أجنبية، وأين ذهبت الأموال التى تم الحصول عليها، على أن يحضر المؤتمر ممثلو للرأى العام حتى يكون الحكم على نشاط هذه المنظمات موضوعيا"، وثامنا شدد فى النهاية على أهمية إقامة التوازن الدقيق بين الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان.
واختتم ياسين مقاله مؤكدا أن الرئيس عقب فى نهاية المداخلات المختلفة تعقيبا موجزا، ودعا المثقفين إلى تشكيل مجموعات عمل فيما بينهم، على أن يقدموا آراءهم مكتوبة فى لقاء آخر بعد شهر.