بينما ينشغل العالم بلعبة «بوكيمون جو»، تنشغل محاكم الأسرة فى مصر بقضايا طلاق «كاندى كراش» التى كانت أكثر شعبية على «فيس بوك»، حيث تتلقى المحاكم آلاف دعاوى الطلاق من النساء والرجال بسبب «كاندى كراش» وأخواتها. تقوم لعبة «البوكيمون جو» على ملاحقة البوكيمونات التى تظهر على شاشة الموبايل الذكى، واصطيادها فى أماكن حقيقية حول العالم، باستخدام خاصية «جى بى إس».
أما «كاندى كراش» فهى أشهر لعبة على «فيس بوك»، ومن لم يلعبها تلقى آلاف الدعوات، ولم يعرف مصدر الدعوات، وقبلها كانت «المزرعة السعيدة» التى كانت آلاف الدعوات تصل لمستخدميها على الـ«فيس بوك» للعبها.
أما مناسبة الحديث عن «كاندى كراش»، فهى أن اللعبة ضمن إحصائيات محكمة الأسرة للطلاق، مع غيرها من أدوات عصر الاتصالات، حيث كانت «كاندى كراش» من بين أسباب تزايد الطلاق، ومعها الـ«واتس آب» و«فيس بوك»، وكل ما يتعلق بالشات وتبادل الصور، والانشغال أو الشك بسبب الاتصالات، أو الدردشة، أو الفيديو.
الأمر بدا أقرب إلى لعنة كانت متوقعة، لكنها ظهرت وتضاعفت لدرجة أن 7 آلاف زوجة، و2200 زوج طلبوا الطلاق للضرر، أو بسبب «كاندى كراش»، وانشغال الزوج أو الزوجة بالـ«واتس آب»، بالإضافة إلى 3500 محضر ضرب بسبب أدوات التواصل الاجتماعى التى أصبحت أدوات تشاجر وتشاحن، حيث تدور دعاوى الطلاق حول شكاوى الزوجة من انشغال زوجها بلعب الـ«كاندى كراش» عن الاهتمام بأسرته وأبنائه أو الحديث مع آل بيته، أو العكس، حيث يشتبك الزوج مع زوجته لانشغالها بالـ«واتس آب».
أما عالم الـ«فيس بوك» فهو عالم صراع الجبابرة، ومازلنا نتذكر الحادث الشهير لزوجة فى بداية حياتها الزوجية، ارتكبت جرمًا ضخمًا عندما حذفت حماتها من قائمة «الفريندز»، فما كان من «الحماة» إلا أن استدعت أبناءها، وانهالوا ضربًا على الزوجة لعقابها على «الأنفريند»، وسارعت الزوجة تطلب الخلع، وتصنع «البلوك» الزوجى، ويبدو غريبًا أن يكون «فيس بوك» سببًا فى خراب بيت الزوجية.
بالمناسبة فإن هذه الظاهرة ليست عندنا فقط، إنما فى العالم كله، وهناك إحصائية أمريكية تقول إنه بين كل أربع حالات طلاق هناك حالتان بسبب «فيس بوك» و«واتس آب» وباقى مفردات العولمة، وكلما تطورت الأدوات ازداد الأمر صعوبة.
المفارقة أن الصراع المعلوماتى لا يتوقف على الأفراد، بل ينتقل إلى الدول، حيث إنه بعد ظهور لعبة «بوكيمون جو» ظهرت مخاوف من اختراق الخصوصية أو التجسس، لكن الاتهامات تأتى من جهات أمريكية تحذر من أن تكون «بوكيمون» من عوامل اختراق الخصوصية، لكن إذا عرفنا أن «بوكيمون» من إنتاج شركة «نينتيك» اليابانية، فإنه يمكن تفهم القلق الأمريكى من شركات منافسة تحسد الشركة اليابانية بعد أن أصبحت لعبة «بوكيمون جو» الأكثر انتشارًا وتحميلًا على الإطلاق، وأصبح عدد مستخدميها أكبر من مستخدمى «تويتر»، وهو ما يثير صراعات المنافسة والحسد المعلوماتى، الافتراضى والطبيعى.