لا يوجد عواطف فى السياسة.. يوجد فقط مصالح ومهبول إسطنبول عدو مصر والمصريين الأول
«دا مالنا ونص كمان»، ونردد نحن كمصريين بأن «مالنا ومالنا ومالنا» ويهمنا بالدرجة الأولى ما يحدث فى تركيا ويهمنا أن يتم إزاحة رجب طيب أردوغان من الحكم.
كيف لا نتمنى إزاحة هذا الأردوغانى، وهو الذى أعلن عداءه الشديد لبلادنا، بالقول والفعل، ويأوى ويمنح كل الحماية والأمان لكل الذين يضمرون الشر لمصر والمصريين، ويساعدهم فى التخطيط والتأمر على مصر من قصره الفاخر، بالمال والسلاح والمعلومات الأمنية والاستخباراتية.
كيف لا نتمنى إزاحة هذا الأردوغانى من الحكم، وهو الذى يرفع شارة التنظيم الإخوانى الإرهابى «رابعة» ويضعها على مكتبه، وهو التنظيم الذى يقتل ويفجر خيرة شباب مصر، ويحرق ويدمر مقدراتنا، ويتعاون مع كل أعداء بلادنا لإسقاطها فى بحور الفوضى.
أردوغان الذى يتعامل مع مصر على إنها ولاية عثمانية تابعة، وليست دولة ذات سيادة وتاريخ يفوق تاريخ بلاده، لم يترك مناسبة دولية إلا وحاول تأليب دول العالم ضد مصر، مفضلا الارتماء فى خندق جماعة إرهابية، على حساب دولة ووطن وشعب، فكيف لنا أن نؤيد وندعم هذا الأردوغانى تحت شعارات واهية من عينة الديمقراطية والحرية وندين الذين خططوا لإزاحته خوفا من أن العالم يتهمنا بأننا شعب انقلابى؟
لا توجد عواطف فى السياسة، توجد فقط مصالح، ولو تم إزاحة رجب طيب أردوغان، قائد مسيرة الشر فى المنطقة، لكانت معاناة السوريين والعراقيين مع الإرهاب قد انتهت، وانتهى الإرهاب الداعشى فى المنطقة بعد اعتقال قادتهم المقيمين فى تركيا، وتوقفت هجرة الشعوب وموتها فى البحر غرقا، وكانت انخفضت تجارة الأعضاء البشرية فى العالم، وانكسرت شوكة جماعة الإخوان وتفجيراتهم فى مصر.
أردوغان تحدى إرادة الشعب المصرى كله فى 30 يونيو، وأعلن عداءه للنظام ومؤسسات الدولة، وفتح بلاده لكل أعداء مصر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار «ليتقيأوا» سمًا فى جوف المصريين، ويؤلب حركة حماس ضد مصر، ويعتبرها أداة قوية يسخرها لقتل جنودنا فى سيناء، كما يسخر القضية الفلسطينية برمتها لخدمة أهدافه ومصالحه.
أردوغان الذى يحاول باستماتة إزالة كل من سوريا والعراق من فوق الخريطة الجغرافية، وتشريد شعوبهما، فى الوقت الذى يفتح أحضانه بكل قوة لإسرائيل، فيحافظ على أمن وأمان الشعب اليهودى، فى حين يحشد كل جهوده لإبادة المسلمين فى بلاد الإسلام.
كيف لنا ألا نقيم الأفراح واليالى الملاح ابتهاجا بإزاحة العدو الأول لمصر والمصريين، سواء كانت إزاحته بطريقة شرعية أو غير شرعية، لا يهمنى الوسيلة، ولكن الذى يهمنا فقط إزاحته، كونه عدوا لنا، ومسخرا نفسه لوضع كل المخططات الهادفة لإسقاط بلادنا.
كل الذين يهاجمون من تعاطف وفرح لإزاحة أردوغان من الحكم، نفس الوجوه التى تسفه وتسخر من أن مصر تتعرض لمؤامرات، ونفس الوجوه التى دشنت مصطلح عصر الليمون لاختيار محمد مرسى العياط لحكم مصر تحت شعارات مطاطة، وهبل ثورى، وهى نفس الوجوه التى بدأت فى الإدلاء بتصريحات أن 30 يونيو انقلابا، لا لشىء أللهم إلا كراهية فى نظام الحكم الحالى.
هؤلاء يدفعون بالتقارير الكاذبة لتأليب المنظمات والمؤسسات الدولية ضد مصر، ولا يتركون فرصة واحدة إلا ووظفوها لصالح تأجيج الشارع، دون الوضع فى الاعتبار أن تسقط البلاد فى بحور الفوضى من عدمه، المهم أن يثبتوا أن وجهة نظرهم صحيحة، فى مكايدة سمجة ومقيتة، واندثار للقيم الأخلاقية والوطنية من صدورهم.
نعم، نحن نريد إزاحة رجب طيب أردوغان من الحكم، دون مواربة أو تلون للمواقف، أو تزويق للمصطلحات السياسية الرنانة، لأنه ببساطة الرجل يعلن على الملأ ليل نهار ومع كل مناسبة أو غير مناسبة، عداءه الشديد لمصر والمصريين، فلماذا وبشكل برجماتى ونفعى أن لا نفرح فى إزاحة عدو لدود، ستجد المنطقة طريقا للاستقرار فى حالة إزاحته ؟