الخارجية الفلسطينية: منع وصول الفلسطينيين للكنائس والأماكن المقدسة جريمة دولية
فى ذكرى دخول المسيح عليه السلام القدس، بدأ أسبوع الآلام على كافة الفلسطينيين فى قطاع غزة وخارجه، فبالتزامن مع أحد الشعانين تلك المناسبة الدينية التى تحمل خصوصيتها، حرم الجيش الإسرائيلي المسيحيين من إحياء شعائرهم فى مدينة السيد المسيح، كما قاموا بعمليات إجرامية فى قطاع غزة جعلته أسبوعا داميا بمعنى الكلمة.
واستيقظ قطاع غزة على عملية إرهابية قادها الجيش الإسرائيلي، بعد أن استهدف مستشفي المعمداني وهو ليس أقدم مستشفى في غزة فحسب، إذ يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، بل هو أيضًا المستشفى المسيحي الوحيد في قطاع غزة؛ عملية تحمل فى طياتها معانى كبيرة خاصة فى ظل تزامنها مع مناسبة دينية مسيحية، تأكيدا على أن الإرهاب الإسرائيلي لا يستهدف حركة واحدة أو ديانة بعينها بل يستهدف الوجود الفلسطينيى بكافة أطيافه.
كما تزامن هذا القصف مع حملة قادها الجيش الإسرائيلي ضد المواطنين المسيحيين من الضفة الغربية، حيث منعهم من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة، للمشاركة في إحياء أحد الشعانين، وفق ما ذكرت "وكالة الأنباء الفلسطينية"، حيث تحيي الكنائس المسيحية الشرقية والغربية، اليوم، "أحد الشعانين" وهو الأحد الأخير قبل عيد الفصح المجيد، و"ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس".
وقال السكرتير الثاني لمجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، وأحد رعاة كاتدرائية القديس جورج الأنجليكانية القس الكنن دون بندر، إن قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في مدينة غزة وتدميره وإخراجه بالكامل عن الخدمة في أحد الشعانين يُعدّ إهانة لجميع المسيحيين وانتهاكًا لجميع قواعد السلوك الإنساني.
وأضاف في منشور له على موقع فيس بوك نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اليوم الأحد - "في الساعات الأولى من صباح أحد الشعانين، دمّرت غارة صاروخية مزدوجة من طائرات إف-16 إسرائيلية قسم العناية المركزة الطارئة والصيدلية في مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) التابع للكنيسة الأنجليكانية في غزة".
وأوضح بندر، أنه على الرغم من صدور أوامر الإخلاء قبيل الهجوم، توفي طفل في الثالثة عشرة من عمره متأثرًا بجروح سابقة في الرأس أثناء عملية الإخلاء المستعجلة.
ولفت إلى أن مجلس الكنائس في القدس ينتظر المزيد من التقارير حول الأضرار الإضافية التي لحقت بالمستشفى، وكيف سيؤثر ذلك على قدرة الطاقم على مواصلة خدماتهم لمئات الجرحى والمصابين الذين يدخلون أبوابه يوميًا.
وقال السكرتير الثاني لمجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، إن المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) ليس أقدم مستشفى في غزة فحسب، إذ يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، بل هو أيضًا المستشفى المسيحي الوحيد في قطاع غزة.
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطينية، اليوم الأحد، التضييقات والإجراءات التعسفية التي تفرضها سلطات الاحتلال أمام حرية المواطنين الفلسطينيين في الوصول إلى القدس، بما في ذلك منع آلاف المسيحيين من الضفة الغربية المحتلة من دخول القدس للمشاركة في احتفالات أحد الشعانين.
وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن الاحتلال فرض قيوداً مشددة وحواجز متعددة في محيط القدس وبلدتها القديمة، إضافة إلى شروط معقدة وغير إنسانية للحصول على تصاريح دخول.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لإجبارها على الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني المحتل وحقوقه كافة، كما وردت في القانون الدولي واتفاقيات جنيف، وفي مقدمتها حقه في حرية العبادة والوصول للأماكن المقدسة.
وترأس بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وسائر بطاركة ورؤساء الكنائس، قداديس وصلوات أحد الشعانين في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة، بمشاركة لفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، بحضور عدد محدود من المصلين، غالبيتهم من مدينة القدس وأراضي الـ48، بعد أن "حرم الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من المسيحيين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى المدينة المقدسة"، بحسب "وفا".
وفرضت القوات الإسرائيلية إجراءات عسكرية مشددة على الحواجز المحيطة بمدينة القدس، وفي محيط البلدة القديمة.
وتشترط إسرائيل على الفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين، استصدار تصاريح خاصة للعبور من حواجزها العسكرية المحيطة في المدينة المقدسة والوصول إلى أماكن العبادة، خاصة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، بحسب ما ذكرت "وفا".
كما تضع قيوداً على استصدار التصاريح، بضرورة حيازة المواطنين "بطاقة" تصدرها سلطات إسرائيل بعد أن تجري ما تسميه "فحصاً أمنياً" للمتقدم. وبعد ذلك، تجبر المواطنين على تحميل تطبيق خاص على أجهزتهم المحمولة وتقديم طلب للحصول على التصريح، وغالباً ما يتم رفض الطلب.