ماذا قدم الدكتور أحمد زويل لمصر؟ قبل أن ينتظر من يطرح هذا السؤال يجيب أن الدكتور زويل لم يفدنا بشىء وتفرغ لنفسه، ثم يرتدى صاحبنا رداء العلامة الفهامة ليبدأ فى إهالة التراب على تاريخ الرجل وأنه لم يقدم لبلده شيئا أكثر من الكلام، هذا طبعا بالإضافة إلى بوستات وكلمات تنفى عن الدكتور زويل أى إنجاز وتقلل من قيمة مدينة زويل العلمية التى أنفق الراحل جهده ووقته فيها، فى المقابل تجد العلامة منتج هذا التحليل كل إنجازاته أنه كتب «ربعميت بوست شتم فيها ربعميت واحد» بين عالم وغيره، وهو جالس القرفصاء يصدر أحكامه النهائية يمينا وشمالا.
هذا النوع «الأنوى» متوفر بكثرة على مواقع التواصل وفى الإعلام، وأغلبهم يفتون فى كل القضايا مع أنهم لا يعرفون الفرق بين الفيمتو ثانية، والفيمتو المشروب. يمارسون جهلهم بيقين يغنيهم عن أى معرفة، يصنعون الضجيج بلا طحن.
قبل أو بعد رحيل الدكتور زويل كانت مثل هذه الأحكام، وهى ليست انتقادات أو تحليلات لكنها مجرد إفرازات، ترى بعضهم يعلن بكل جرأة أن العالم الدكتور زويل كان يخدم أمريكا، متجاهلين أن الرجل استكمل دراساته فى أمريكا ويحمل جنسيتنها، وهل يريد هؤلاء أن يدمرها مثلا؟
العالم الراحل حاول أن يقدم ما بوسعه من أفكار لدعم البحث العلمى من خلال مدينة زويل التى تقدم منحا وتدعم الموهوبين، وهى أفكار لا تقدر بمال، ثم إن العالم الراحل لم يتفرغ لإهانة بلده، ولم يزايد أو يدعى، ويقول كلاما عن أحوالنا كلنا نعرفه، ولم يكن أحد يلومه لو عاش لنفسه.
العالم الراحل قدم ما يستطيع وتعرض لمواقف وهجوم عن أخطاء لم يكن مسؤولا عنها، وتراجع عن موضوع جامعة النيل، وكانت ورطة غير محسوبة، وحاول أن يقيم مدينة تخدم العلم، فعل ذلك بتواضع وابتسامة، ولم يزايد على أحد، ولم يطلب الرجل شيئا لنفسه.
فى المقابل نرى من هم أقل بكثير من العالم الراحل وليس لأى منهم إنجاز علمى يثيرون ضجيجا بلا أى دليل، يعيرون بلادهم، رحم الله العالم ورحمنا من صناع الضجيج الجاهل.