السبت، 23 نوفمبر 2024 06:53 ص
سعيد الشحات

سعيد الشحات

عالمية فريد الأطرش من محليته «3»

8/9/2016 11:42:38 AM
فى 24 مارس 1941 قدم فريد الأطرش وشقيقته أسمهان فيلمهما الأول «انتصار الشباب»، وجاء نجاحه كاسحا وناسخا لكل ما تقدمه من نجاح لقيه أى فيلم غنائى قبله، ويذكر الدكتور نبيل حنفى محمود فى كتابه «فريد الأطرش ومجد الفيلم الغنائى» الذى أواصل الكتابة عنه، وعن «انتصار الشباب»، أن عرضه استمر سبعة أسابيع كاملة العدد فى حفلات اليوم الأربعة آنذاك، وكان الفيلم الناجح يستمر عرضه لثلاثة أو أربعة أسابيع.


توالت أفلام فريد الأطرش الاستعراضية والغنائية فى عقد الأربعينيات والسنوات الأولى من خمسينيات القرن الماضى، وكان فيلم «حبيب العمر» إنتاج عام 1947 هو باكورة إنتاج فريد من الأفلام الغنائية، ووفقا للمؤلف: «حقق نجاحا يعز على الوصف، وعده فريد خميرة ما جناه من ثروة بعد ذلك»، وعن نجاح «حبيب العمر» قال الموسيقار بليغ حمدى: «إن أى نجم سينمائى عندما كان يقول عن فيلمه إنه نجح، فإن السؤال التالى الذى يسمعه فورا من الوسط السينمائى فى مصر هو: إلى أى حد كان فيلمك ناجحا؟ هل اقتربت مثلا من نجاح حبيب العمر ؟».



يضع نبيل حنفى محمود يديه على مسألة جوهرية فى مسيرة فريد الأطرش وهى: اعتماد الفنان الخالد على الأفلام الغنائية والاستعراضية كوسيلة اتصال مباشرة بجمهوره المتنامى، وكأداة للتجديد والتجريب فى الموسيقى والغناء، فبالإضافة إلى الاستعراضات والأوبريتات التى ازدانت بها تلك الأفلام، فإن محاولاته لتحديث الأغنية العربية بإدخال الإيقاعات الغربية، والتى بدأها فى الثلاثينيات من خلال بعض أغنياته الإذاعية، توجت بكثير من النجاحات فى أفلامه، فجاءت أغنياته، مثل «ليالى الأنس: 1944»، وأغنية «يا زهرة فى خيالى» فى فيلم «حبيب العمر و«وياك» فى فيلم «لحن الخلود» لتكسر مونوتونات الأغنية العربية ولتقدم غناء عربيا مؤسسا على أصول مغرقة فى المحلية، لكنه فى نفس الوقت عالمى الشكل والمضمون، يستشهد المؤلف برأيين ينتصران لـ«عالمية فريد الآتية من محليته الشديدة»، الأول للناقد اللبنانى أنطوان بارودى الذى يرى أن الموسيقار الكبير طور الموسيقى الشرقية، وساهم فى تطوير الإيقاع والميلودى خلال الأربعين سنة الماضية، والرأى الثانى يذكره بليغ حمدى: «فريد أعطى الموسيقى الشرقية أفكارا جديدة ومتطورة وممتازة وجريئة لم يعطها أى ملحن آخر معاصر له». وغدا نتابع.

print