الشهادة ضربة مميتة «للدجاجة التى تبيض ذهبا».. وإغلاق حنفيات وأبواب الابتزاز الرخيص
لدى سؤال، هل كنا ننتظر وثيقة اعتراف من فتى خيرت الشاطر المدلل، أحمد المغير، لكى نصدق أن اعتصام إشارة مرور رابعة العدوية كان مسلحا؟
طريقة الاحتفاء باعترافات «المغير» فاقت كل تصور، وأظهرت- كالعادة- أننا مرتبكون ومهتزون، وخاضعون لابتزاز كذب الإخوان وأعوانهم من النشطاء والنحانيح المتعاطفين، الذين يرون فى فض اعتصام رابعة مذبحة، خاصة عمرو حمزاوى، وباسم يوسف، والبرادعى، وعلاء الأسوانى، وغيرهم.
«المغير» فى شهادته، عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»، طرح سؤالا: هل اعتصام رابعة كان مسلحا؟ ثم قال: الإجابة ممكن تكون صادمة للكثيرين، «أيوة كان مسلح أو مفترض أنه كان مسلح، ثوانى بس عشان اللى افتكر إنه كان مسلح بالإيمان أو عزيمة الشباب أو حتى العصيان الخشب، لأ اللى بتكلم عليه الأسلحة النارية كلاشينكوف وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية ومولوتوف ويمكن أكتر من كدة، كان فيه سلاح فى رابعة كاف إنه يصد الداخلية».
ثم اعترف أيضا: «قبل المجزرة بيومين كان 90% من السلاح ده خارج رابعة، خرج بخيانة من أحد المسؤولين من «إخوانا اللى فوق» بس دى قصة تانية هحكيها فى يوم تانى إن شاء الله».
وظل «المغير» يسرد شهادته، الطويلة، ليؤكد ما هو مؤكد ومعلوم بالضرورة منذ بدء الاعتصام، وأن القاصى والدانى كان يعلم أن الاعتصام مسلح بشهادة مصريين وأجانب، من عينة الكاتب البريطانى الشهير «روبرت فيسك» الذى زار اعتصام رابعة، وقال نصا: «إنه وبالرغم من ترديد الإخوان نغمة أن الاعتصام كان سلميًا، فإن الرجل الذى اصطحبنى داخل الاعتصام كان يحمل كلاشنكوف، وهو دليل على أن الاعتصام كان مسلحًا»، والفيديوهات والصور العديدة تؤكد وجود الأسلحة.
الحقيقة هالنى رد الفعل الضخم الذى أحدثته شهادة المغير، وكأنها صخرة ضخمة وقعت فى بحيرة مياه راكدة، فأحدثت أمواجا عالية وعاتية، وأعتبره مبالغا فيه، خاصة بين الداعمين للدولة الوطنية، الذين خرجوا عن بكرة أبيهم، رافضين مشروع الإخوان فى ثور 30 يونيو، لأنه من المفروض لدينا قناعة لا تهتز، بأن اعتصامى رابعة والنهضة كانا مسلحين، وخنجرا مسموما غُرس فى ظهر الوطن.
لكن الفائدة الوحيدة من هذه الاعترافات فى تقديرى الشخصى، أنها جاءت لطمة قوية على وجوه القوى المتعاطفة من النحانيح ومرضى التثور اللإرادى والمتعاطفين من النشطاء والحقوقيين والخبراء الاستراتيجيين، الذين حولوا ذكرى فض رابعة العدوية إلى نغمة نشاز ومقيتة وسمجة، بأنها مجزرة بشرية لم يحدث مثلها فى تاريخ الإنسانية، والبعض حولها إلى «لبانة» يمضغها عمال على بطال وطول الوقت وفى منامه وفى يقظته.
كما حولها هؤلاء بجانب جماعة الإخوان ودراويشهم إلى «دجاجة تبيض ذهبا» من خلال المتاجرة بها، واعتبارها مظلومية وهولوكوست كبرى، لاستدرار عطف الأمريكان والغرب، وتحويلها إلى عملية ابتزاز رخيصة، وسيفا مسلطا على رقبة الدولة المصرية، يشهرونه وقتما يريدون.
لذلك فإن هذه الشهادة ضربة موجعة ومميتة «للدجاجة التى تبيض ذهبا»، وإغلاق أبواب وشبابيك المتاجرة، وعمليات الابتزاز الرخيصة والسمجة والمقيتة للدولة المصرية، ويجب على الجميع عدم الرضوخ لهذه الكذبة الأكبر فى تاريخ مصر وتصدير الوهم، وليس شهادة تؤكد المؤكد والمعلوم بالضرورة عن الإجماع الشعبى الداعم للدولة الوطنية.