أواصل عرض سيرة الشهيد البطل صلاح الدين مصطفى الملحق العسكرى المصرى فى الأردن، الذى اغتالته إسرائيل بطرد بريدى ناسف عام 1956.
يذكر الكتاب الذى أعده أبوالحجاج حافظ الصادر عن المجلس الأعلى للشباب ضمن سلسلة «شباب عربى خالد» عام 1958، أنه فى أول أغسطس 1953 تم تعيين بطلنا الشهيد فى رئاسة الحرس الوطنى، ولم يكن الهدف من تكوين «الحرس الوطنى» الدفاع عن أرض مصر، وإنما «خدمة أى أرض عربية يحاول الاستعمار أو الصهيونية أن تدنس أرضه».
وكان لـ«الحرس الوطنى» دور أساسى فى الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة «28 فبراير 1955»، أى بعد عشرة أيام من تعيين صلاح الدين مصطفى ملحقا عسكريا فى الأردن، ولم يكن اختياره لهذا المنصب وفى هذا المكان لمجرد شغل وظيفة لضابط كان ضمن صفوف الضباط الذين قادوا ثورة 23 يوليو 1952، وإنما لكفاءته، بالإضافة إلى أنه كان ضمن الذين حاربوا فى فلسطين ضد العصابات الصهيونية عام 1948، مما أكسبه خبرة بطبيعة جغرافيا المنطقة أهلته للعمل سرا فى تكوين وتنظيم حركة الفدائيين فى فلسطين والأردن، وحسب مجلة «المصور» فى مقال منشور على صفحاها فى أول أغسطس 1956: «هو الذى يذكى حركة الفدائيين الأردنيين، ونادى بتكوين فريق منهم يقض مضاجع إسرائيل»، وبهذا الوضع فإن صلاح الدين مصطفى كان له الدور الأساسى فى تنظيم العمل الفدائى من جهة الأردن ضد الاحتلال الصهيونى لفلسطين، وكانت وظيفته كملحق عسكرى تغطية لهذا الدور.
ساعد صلاح الدين مصطفى اللاجئين الفلسطينيين الذين تواجدوا فى المنطقة الواقعة قرب حدود الأرض الفلسطينية التى احتلتها إسرائيل، وذلك بتقديمه مساعدات مادية لهو وعقد اجتماعات معهم، وإلقاء محاضرات عليهم واكتسب بذلك لقب «أستاذ اللاجئين»، مما أدى إلى مراقبته ومتابعته من الجواسيس، وتروى زوجته، أنه كان هناك لقاء سيتم بينه وبين فلسطينيين من اللاجئين، ورأى جواسيس تحيط بسكنه فدعاها هى والأولاد إلى السينما، وخرج معهم ووقف طويلا حتى يتأكد الجواسيس أنه فى طريقه إلى نزهة من أسرته، وركب سيارته هو والأسرة متوجها إلى السينما ويتابعه الجواسيس، ودخلها أمامهم وعندما بدأ العرض تسلل من دار السينما وترك عربته فى مكانها وتوجه إلى مكان الاجتماع وحضره بالفعل دون أن ينكشف أمره.
ونتابع