بالرغم من اعتراف بريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة بأنهم اعتمدوا على معلومات مضللة عن ليبيا، فإن هذا الاعتراف لم يدفعهم لتغيير سياساتهم تجاه ليبيا بعد تقدم الجيش الوطنى وطرد الكثير من الميليشيات المسلحة التى تخوض حروبا بالوكالة.
المفارقة أن قطر التى مولت الميليشيات المسلحة والإرهابيين قدمت نفسها على أنها راعية الثورة الليبية ممثلة فى تنظيمات الإرهاب وعلى رأسها داعش، وكانت الدوحة وراء جزء كبير من المعلومات الخاطئة التى اعتمدت عليها دول حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة. وظلت تلعب من خلال قناة الجزيرة والقنوات الممولة منها داخل ليبيا وتصر على ترويج مزاعم تقلل من شأن الجيش الليبى وتشكك فى قدرته على مواجهة الإرهاب والفوضى، بالرغم من انتصارات الجيش الليبى بقيادة حفتر، والمدعوم من البرلمان المنتخب والقبائل وأغلبية شعبية، وهى انتصارات تحققت فى ظروف حصار غربى متعمد على تسليح الجيش الوطنى الليبى. لدرجة أن قطر و قناة الحزيرة وقنوات قطر فى ليبيا حاولوا تسويق دعاية ضد الجيش الوطنى الليبى الذى خاض الحرب ضد الميليشيات، واعتبروه الثورة المضادة بينما داعش وجيش الإسلام وميليشيات الإرهاب هى الثورة.
ولهذا بدت انتصارات الجيش الليبى مفاجأة للدول الغربية التى اكتشفت من تقارير استخبارية أن الجيش الليبى يحظى بشعبية واسعة. واعتبرت جريدة «لوموند» الفرنسية أن باريس ولندن وروما وواشنطن بعد أن كانت تعتبر قائد الجيش المشير خليفة حفتر جزءًا من المشكلة، اكتشفوا أن قائد الجيش الليبى يمتلك عزيمة صلبة، وأنه رفض أى صفقات مع المتطرفين، وأن تقارير الدبلوماسيين الأوروبيين عن الوضع الليبى خاطئة، وأن شعبيته لا نزاع فيها بسبب وقوفه ضد الميليشيات المتطرفة وفى مقدمتها «أنصار الشريعة» التى نفذت اغتيالات للمعارضين والمثقفين، وقالت إن حفتر يمكن أن يكون رجل الساعة وبدعم الشعب.
بالطبع فقد أصابت الصدمة وسقوط خطة تقسيم ليبيا داعمى الميليشيات، ويتوقع أن تتحرك قطر وغيرها لإفشال أى مباحثات بين أطراف الأزمة فى ليبيا.
وبالرغم من تأكيد رئيس البرلمان المنتخب المستشار عقيلة صالح على مراعاة مصالح الشعب الليبيى وكل الأطراف فيما يتعلق بالنفط، بل إن رئيس البرلمان الليبى قبل الجلوس فى القاهرة مع كل الأطراف فى ليبيا للتوصل إلى صيغ سياسية، وهى تحركات واضحة تتوازى مع انتصارات الجيش الليبى، فإن الأزمة تظل أوراقها متداخلة.