السبت، 23 نوفمبر 2024 04:25 ص
سعيد الشحات

سعيد الشحات

الشاذلى ومبارك والسادات

10/10/2016 11:25:05 AM
كلما حلت ذكرى انتصارنا العظيم على إسرائيل فى حرب 6 أكتوبر 1973، يكون الحاضر الغائب فى الحديث عنها الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء الحرب، وبالرغم من أن الرجل يستحق لدوره العظيم فى هذه الحرب وللظلم الذى تعرض له كثيرا، إلا أن هناك ملاحظة مهمة تتعلق بروايات التاريخ عما جرى للرجل، وتدخل فى صميم ما ذكرته فى مقالى أمس حول الأخطاء التى يرتكبها البعض فى روايتهم عن الحرب، وتمر مرور الكرام دون تصحيح، فتتحول إلى حقائق، مما يعد جريمة فى حق الذاكرة الوطنية.

الشائع فى تناول قصة الاضطهاد الذى تعرض له الشاذلى، فى حياته بعد انتهاء الحرب هو أن الرئيس المخلوع مبارك هو من اضطهده، وأنه قام بذلك حتى تبقى رواية أن الضربة الجوية الأولى التى قادها هى صانعة النصر، ومن ثم يبقى هو الأهم بين هؤلاء القادة جميعا.

وبالرغم من وجاهة هذا التفسير، إلا أنها تغطى على أصل الموضوع، من حيث إن السادات هو الذى أساء للرجل، ومن يريد أن يتأكد من ذلك فليعد إلى مذكرات «الشاذلى» عن حرب أكتوبر، وكتاب «البحث عن الذات» للسادات الذى يتهم «الشاذلى» بالانهيار يوم 19 أكتوبر أثناء اجتماع السادات بقادة الجيش لبحث كيفية التعامل مع ثغرة «الدفرسوار» وأنه، أى السادات، فكر فى محاكمته عسكريا، ويصف الشاذلى هذا الادعاء فى مذكراته بـ«الكذب الرخيص»، ويتحدى إذا كان واحد من الحاضرين الاجتماع وعددهم ثمانية أن يؤيد رواية السادات «كانوا أحياء وقت إعلان الشاذلى هذا التحدى»، ويؤكد المشير الجمسى الذى حضر الاجتماع بصفته رئيس هيئة العمليات أثناء الحرب: «لم يكن الشاذلى منهارا كما وصفه الرئيس السادات فى مذكراته بعد الحرب، لا أقول ذلك دفاعا عن الفريق الشاذلى لهدف أو مصلحة، ولكنها الحقيقة أقولها للتاريخ».

احتدمت الخلافات بين الاثنين بعد ذلك، وأمر السادات بحذف الشاذلى من الصورة التى تجمع السادات بقادة الجيش فى غرفة العمليات، وبقى الشاذلى سنوات طويلة فى الخارج معارضا شرسا للسادات، حتى عاد فى عصر مبارك وقضى فترة السجن 6 أشهر ثم خرج، صحيح أن مبارك لم يصحح الوضع، لكن الأصل فى القصة كلها أن السادات هو الذى أسس الإساءة لـ«الشاذلى»، وبالغ فيه إلى حد اتهامه فى شرفه العسكرى.

print