ده مرشح "نص كم" ياعمنا، عبارة تسمعها الآذان فى كل دائرة انتخابية، وتقصد الإشارة إلى مرشحين يعلمون أنهم بالضرورة خاسرون، ليس فقط لقلة شعبيتهم، أو اختفاء دعايتهم الانتخابية، أو عدم تفاعل الناخبين معهم، بل هم يشعرون فى قرارة أنفسهم أنهم لايمثلون شيئا حتى وجهة نظرهم، لا يعرفون طرحها، أو مناقشتها مع المواطنين.
لا تتفاجأ فى مصر وأنت تسير فى إحدى الدوائر، وترى رجلا يمسك "الشيشة" ذهابا وإيابا، ويعمل على الحديث مع أحد المارة، وتسأل فتجد أنه مرشحا لمجلس النواب، وآخر يكتفى بدعاية الفيس بوك، يحدث ذلك فى مصر، البلد التى تم تصنيفها من أكبر البلاد "أمية".
تتفاجأ ومرشح يسرد لك بطولاته ويغمز بعينه إشارة لذكائه، أن صورة مرشح منافس له، تعلو مقره الانتخابى، وفى خلفية الحوار تلتقط أذنك، أغانى لمرشح ثالث يصارع الاثنين.
المشاركة فى الانتخابات فى بلدنا لها عدة أوجه، منها أن يقول له أمين شرطة فى دائرته الانتخابية "أهلا ياسيادة النائب" لترشحه يوما وحصوله على 50 صوتا انتخابيا فقط، وفى كل انتخابات يتطلب منه الأمر فقط أن يطبع عدة لافتات، ويختار أماكنها بعناية، منها أمام قسم الشرطة، والهيئات الحكومية وأمام منزله ليعليم جيرانه أنه "البيه المرشح"، لأنه يبحث فقط لا إلى أصواتهم، ولكن إلى ضابط يواسيه وهو يخرج شهادة ميلاد لنجلته، أو مرشح خاسر يشاركه "الشيشة" و "كوب الشاى".
ليس بالضرورة أن يكون المرشح أصلع وملابسه رثة، أو أشيب وملابسه فخمة، يكفى فقط خمسة أفراد يسيرون حوله، ويقولون للمواطنين "نحن حملته"، ويقولون له "مسيطينك يا باشا"، ويتندرون فيما بينهم، من اشترى "الأيفون" من مصاريف الحملة قبل الآخر.
من حق الجميع الترشح والمشاركة فى الانتخابات، ومن حق المواطنين الاختيار، ومن المنطق خسارتهم، ومن واجبنا فضحهم "ولله الأمر".