أمس أعلنت أمانة جائزة نوبل عن فوز الأمريكى بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب، وهو ما سبب صدمة حقيقية للمتابعين العرب الذين كانوا يتعشمون أن يفوز الشاعر السورى «أدونيس» بهذه الجائزة هذا العام بعد أن تم ترشيحه إليها منذ أعوام عديدة هو ورفيقه الشاعر الفلسطينى محمود درويش، على اعتبار أنهما الشاعران العربيان الأكثر وجودا وتأثيرا فى الغرب، بالإضافة إلى ذلك فإن «ديلان» لا يحسب على الأدب والأدباء بقدر ما يحسب على الموسيقيين والمغنيين، وهو أمر يكاد أن يكون خرجا «أول» لهذه الجائزة الرفيعة من مصاف «النخبوية» إلى مصاف «الشعبوية»، ولا أريد هنا أن يظن أحد أننى أخرج الموسيقى من هذا السياق الراقى للجائزة فهذا أبعد شىء عن تفكيرى، فلو كان الفائز بنوبل الآن هو المغنى العالمى «أندريا بوتشيلى» مثلا فربما كان الأمر أكثر قبولا من فوز «ديلان» الذى ثارت الدنيا على الرئيس الأمريكى باراك أوباما حينما منحه قبل أربعة أعوام وسام الحرية بأمريكا، تحت زعم أن شعره لا يرتقى ليكون فى مصاف شعراء أمريكا الكبار.
ما يهمنى الآن ليس فوز إيلان أو اتجاه جائزة نوبل الرفيعة إلى الشعبوية، بعدما ظلت عقودا محصورة بين أرقى النخب الأدبية والفكرية والفلسفية الكبرى، فما يشغلنى حقا هو أن المنطقة العربية تستحق ما هو أكثر بكثير من نوبل واحدة فى الآداب، وفى الحقيقة فإننى لا أرى منطقا فى الاكتفاء بترشيح كاتب عربى أو اثنين لهذه الجائزة، فيجب أن ندعم ترشيح أكثر من كاتب عربى لهذه الجائزة التى تستحق أن نقاتل من أجلها، وفى الحقيقة فإننى أرى أن هناك عشرات الكتاب الذين يستحقون هذه الجائزة جدارة، فلدينا بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم ومحمد المخزنجى وإبراهيم عبد المجيد ومحمد المنسى قنديل، ولدينا إبراهيم الكونى وإلياس خورى وغيرهم عشرات من أصحاب القامات الأدبية والفكرية الكبيرة، وما يحتاجه هؤلاء هو أن يتم تقديمهم إلى العالم بشكل يليق بهم، وهو أمر من المفترض أن تتولاه السفارات المصرية بالخارج والمراكز الثقافية العربية والملحقيات الثقافية لكن للأسف هذا ما لا يحدث.
ملاحظة: كنت أريد أن أضم اسم الفنان عالم الخط العربى أحمد مصطفى إلى قائمة المرشحين لجائزة نوبل، لكننى للأسف تذكرت أنه تقريبا «لا أحد يعرفه» من أبناء وطننا العربى.