داخل أروقة معرض الشارقة للكتاب يصطف المئات من أطفال تلاميذ المدارس وطلاب وطالبات الجامعات بالزى المميز وبمرافقة المدرسين والمدرسات وأساتذة الجامعة.. والغرض هو زيارة المعرض وأجنحته والاطلاع على عناوين الكتب واحتمال شرائها. سألت المسؤوليين عن المعرض عن سر الوجود الكثيف للتلاميذ والطلاب داخل المعرض الذى يحتفل بمرور 35 عاما على انطلاقه عام 81، فالأجيال الحالية لم يعد لديها اهتمام بالورق ولا يغريها كتاب مهما كانت الإغراءات فى ظل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومع ذلك هناك إصرار على «عادة الزيارة».. المسؤولون قالوا، إن هناك تنسيقا والتزاما بين الوزارات والهيئات المعنية، وزارات الثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالى ودائرة الثقافة بتخصيص وقت للطلاب بزيارة المعرض وتحفيز الطلاب على مشاهدة الكتب والاطلاع عليها للاحتفاظ ولو بشكل الكتاب، والتوجيهات واضحة من الشيخ الدكتور سلطان القاسمى، حاكم الشارقة، بالاستمرار فى الزيارة للمعرض، فهو مؤمن بأن المشاريع الثقافية لا يمكن لها أن تحقق حضورها وفاعليتها، إلا بالتراكم، والجهد، والدأب، ولا يمكن أن تحصد نتائجها إن لم تربِ أجيالاً من القراء، والمثقفين.
مشهد تكدس التلاميذ والطلاب داخل أجنحة معرض الشارقة ليس المشهد المميز فقط للمعرض.. فالنظافة والنظام والالتزام ودقة المواعيد صفات أصبحت مرادفة للمعرض، ولذلك أصبح جاذبا لدور النشر العربية والأجنبية، فالدورة الحالية تشهد مشاركة أكثر من 1681 دار نشر من 60 دولة عربية وأجنبية، وتعرض أكثر من 1.5 مليون عنوان، تحت شعار «اقرأ أكثر» متخذاً من صورة قلم الرصاص رمزاً لهذه الدورة، مسيرة المعرض طوال 35 عاما ترصد تحولات كبيرة وتاريخا من الإبداع المستمر واستقطاب الأسماء العربية والعالمية اللامعة فى سماء الثقافة والمبادرات والجوائز التى لم تتوقف من الشيخ المثقف سلطان القاسمى، حتى أصبح المعرض مشروعا ثقافيا متكاملا ومركزا للفعل المعرفى والثقافى والتنويرى فى المنطقة العربية والعالم.
الأوضاع الأمنية والسياسية المتردية فى المنطقة لم تبق سوى 3 معارض للكتب فقط فى العالم العربى، هى القاهرة والجزائر والشارقة، بعد انتهاء معرض بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وطرابلس.. وكأن هناك قصد للتخلص من عادة القراءة وصناعة النشر فى المنطقة إلى جانب مخططات السياسة.