التصريحات التى أطلقها الإعلامى يسرى فودة خلال حواره ببرنامج «بلا قيود» الذى تقدمه الإعلامية رشا قنديل عبر فضائية "bbc".
أصابتنى بالغثيان والقرف، وبعد أن كنت قد انتويت أن أواصل الحديث عن مصيبة سفر البابا تواضروس إلى القدس المحتلة، ولكن بعد أن سمعت تصريحات يسرى فودة كان لابد أن أكتب عن تلك التصريحات المستفزة التى قالها هذا الفودة التى أعتبرها عار عليه، فالإعلامى الذى هوى نجمه يطالب فى حواره بضرورة عودة جماعة الإخوان للمشهد السياسى، حيث قال نصا: «ينبغى أن تعود جماعة الإخوان والتيار الإسلامى مرة أخرى إلى نسيج المجتمع المصرى»، دون أن يقدم لنا هل دعوته شو إعلامى أم للحصول على بركة ورضا التنظيم الدولى للإخوان؟ أم أنها رغبة حقيقية لعودة الجماعة؟
وأيا كان قصده فإن العار عليه، لأن يسرى فودة هو أول من هاجم الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى، وإن كان ناسيا كيف هاجم مرسى والإخوان بشكل جنونى سأنشر له هجومه على الإخوان ومرسى وتحريضه عليهم، حيث قال يسرى فودة عقب الاشتباكات التى وقعت بين مؤيدى وعارضى الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس الإخوانى محمد مرسى ومسودة الدستور الجديد فى ديسمبر عام 2012 «جماعة الإخوان المسلمين تطلق رصاصة الرحمة على افتراض حُسن النية. وترتفع بالنزاع بين المؤيدين والمعارضين إلى مستوى جديد وخطير. أول حجر نحو مستقبل قريب أكثر ظلمةً يأتى من اتجاه مَن يردد أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ومن يده. وأول العمى جهل تحت أقدام قصر يسكنه رئيس يقول إنه رئيس لكل المصريين، لكم فاعلموا: لا أنتم سدنة الدين ولا شعب مصر كفرة.
ولك يا سيادة الرئيس: لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين. وعدتَ فأخلفتَ فقسّمتَ، فخرجتَ من بابٍ خلفى، فتركتَ أمةً فى مهب الريح فحقّ علىّ أنا أن أعتذر. اخدعنى مرةً عارٌ عليك، واخدعنى مرتين عارٌ علىّ. اليوم أعلن استقالتى من حبك يا سيادة الرئيس، فبدون ذلك لن أستطيع أن أحتفظ باحترامى لنفسى. بقدر كل صوت مر من خلالى إليك، أعتذر لشعب مصر، تحترق المشاعر ويدمى القلب لكن حبى للحق أقوى ولكل أبناء الوطن إلى ذلك وصلنا معاً بعد أن كنا معاً فى طريق واحد.
وبعد حُلُمٍ صيغ بين شغاف القلب بيدين معاً إلى هذا وصلنا»، هذا جزء من وصلة التحريض التى أطلقها يسرى فودة ضد مرسى وجماعته، ووقتها اعتبر البعض تصريحات فودة بمثابة فتح النار على مرسى وجماعته، والآن يسرى فودة يتناسى كل هذا، ويزعم فى حواره أمس الأول مع الـ«bbc» أن هناك حالة من الهستيريا تجاه عام حكم جماعة الإخوان حظيت بمن ينفخ فيها بلا أى نوع من المنطق، وتابع: «هستيريا ضارة بالمجتمع كله من جميع الاتجاهات».
ونسى هذا الفودة أنه أحد صناع الهستيريا الضارة بالمجتمع، وأحد صناع الهجوم على الجميع، مستخدما منطق حرق البشر، وهو ما حدث مع مرسى. يبدو أن فودة نسى كل هذا، ويحاول الآن أن يخرج لنا بمنطق جديد اسمه ضرورة عودة الإخوان للمشهد السياسى، ولا نعرف شكل العودة، هل نفرج عن القتلة والجواسيس والخونة ونعيدهم للمشهد السياسى؟ أم نفرج عنهم ونعيدهم إلى القصر الرئيسى، ويتم اختيار هذا الفودة متحدثا رسميا للجماعة؟!، يسرى لم يكتف بضرورة عودة الجماعة، بل قام بالهجوم على المشهد الإعلامى، واصفا إياه بأنه «مسخرة»، والحقيقة أنه إذا كانت هناك مسخرة فإنك أحد صناعها منذ أن قلبتم الحقائق وجعلتم من البلطجية والإخوان ثوارا، واعتبرتم من يهاجم الجيش بطلا قوميا، ومن يقتل رجال الشرطة والجيش من الثوار يصبح بطلا قوميا فى نظر هذا الفودة..أخيرا عار عليك أن تناقض نفسك، وتدعو لعودة القتلة الذين تبرأت منهم ذات يوم يا يسرى يا فودة.