الخميس، 14 نوفمبر 2024 07:01 ص
أكرم القصاص

أكرم القصاص

مصير «صدام» وخصومه

12/16/2015 11:35:34 AM
«حسين» كان أشجع من أعدائه وأكثر شرفا صدام تم إعدامه بعد محاكمة صورية لم تتعرض لما كان الأمريكان وأصدقاؤهم من العراقيين يروجون، بأنهم يريدون إنقاذ العراق من صدام، ومن الدمار الشامل.

وشهادة مترجم عراقى ساعد الأمريكان وحصل على جنسيتهم، واعترف بأن قصة العثور على صدام حسين فى حفرة، كانت تمثيلية صورها الأمريكان بعد تخدير صدام لإهانته. شهادات خصوم صدام طوال 12 عاما، تكشف أنه الوحيد الذى واجه مصيره بشجاعة.

وأن الغزو تم بخيانة، وحتى طريقة القبض عليه وإعدامه، حرص أعداؤه أن يهينوه، لكن الشهادات من خصومه تنصفه، من أصحاب الشهادات العراقى كاظم الجبورى صاحب محل قطع غيار الدراجات البخارية الذى ظهر فى قناة الجزيرة وهو يحطم تمثال صدام حسين بالمطرقة.

كاظم الذى تصدرت صوره الصفحات الأولى للصحف بالعالم، ظهر بعد 10 سنوات وقال لصحيفة الجارديان: «كنت أكره صدام وحلمت بإسقاط التمثال، لكن ما أعقب ذلك كان مخيبا للآمال.. كان لدينا ديكتاتور واحد، أصبح لدينا المئات.
فى عهد صدام كان هناك أمن، والضروريات مثل الكهرباء والغاز، وكان هناك فساد، الآن العراق غارق فى الفساد والقتل والنهب والعنف الطائفى».

وفى ولاية كولورادو الأمريكية كان يعيش جاسم محمد رمضان الذى وصف بأنه أصغر جاسوس فى العالم، أحد الذين أبلغوا عن مكان اختباء صدام حسين والمقاومة العراقية بعد الغزو الأمريكى وأبلغ حتى عن والده.

ونقله الأمريكيون ومنحوه الجنسية، وفى العام الماضى صدر حكم بالسجن 28 سنة على جاسم بعد إدانته باغتصاب أمريكية.
القاضى العراقى منير صبرى حداد، أحد الذين شاركوا فى محاكمة صدام، وشاهدوا إعدامه مع مستشار الأمن العراقى السابق موفق الربيعى، ويقول القاضى، إن صدام سأل الربيعى: «أنت تخاف منى» فأجابه الربيعى: ولماذا أخاف منك.. أنت الذى ستعدم وليس أنا. ويقول منير: لم يكن الرجل مباليا بالموت، وكان ضابط أمريكى ممن أشرفوا على سجن صدام روى تفاصيل الأمر ودهشته من هدوء صدام وهو يتحرك للإعدام، ويرفض وضع الكيس الأسود على رأسه، ويبتسم ويهتف بعد تلاوة الشهادة.

شهادات خصوم صدام تكشف أن الذين حلوا مكانه، وقالوا إنه ديكتاتور ومتسلط وأنهم ينقذون العراقيين، بعد 12 عاما، تاجروا وأفسدوا ونشروا القتل والطائفية، كان مصير صدام أفضل من مصائر من أعدائه.

print