نطالب "ابن جمال عبدالناصر" ألا ينفذ تهديده بإطلاق النار على نفسه فى حالة تورطه
بشكل شخصى، كنت أتمنى أن المناضل العمالى الكبير كمال أبوعيطة ،وزير القوى العاملة الأسبق ، أن يكون بريئا ، وأن كل ما تردد عن إنه حصل على مبالغ من صندوق إعانات الطوارئ لعمال مصر ، كذب واتهام مزيف.
وتعاطفى، تأسيسا على إننى أتطلع بكل شغف للعثور على شخصية مناضلة لا يشوبها شائبة ، وأن نضاله لصالح الطبقات الكادحة ، والعمل على محاربة الفساد فعلا لا قولا ، ويساند الدولة الوطنية فى مواجهة المخاطر التى تهددها، خاصة وأن صدماتنا فى النخب والنشطاء والمناضلون المزيفون لا حصر لها طول السنوات الخمس الماضية.
وعندما وجهت نيابة الأموال العامة العليا الاتهام إلى كمال أبوعيطة بأنه حصل على مبالغ مالية دون وجه حق وهو الرجل ، انتفضت النخب والنشطاء، ووجدنا حمدين صباحى ، ورفاقه الناصريون، بجانب خالد داوود ورفاقه ، وأصدروا بيانا شديد اللهجة ، وصفوا فيه الاتهام الموجه لـ"أبوعيطة" بأنها هجمة تستهدف رموز النضال الوطنى والشعبى ، وأنهم يقفون بكل قوة ضد هذه الهجمة الشرسة للقوى المضادة لثورة 25 يناير العظيمة، ثم قرروا تنظيم مؤتمر صحفي كبير فى نقابة الصحفيين ليتحدث الرجل ويدافع عن نفسه.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد وإنما قرر حزب الكرامة ، الذى أسسه حمدين صباحى ، إصدار بيان يبالغ فى المزايدة على مزايدات النخب والنشطاء ، تضامنا مع أبوعيطة، ، حيث وصفه بأنه "ابن جمال عبد الناصر" أى إنه شقيق خالد وعبدالحكيم وهدى ومنى عبدالناصر!!
المؤسف أن النخب والنشطاء يرون فى أنفسهم أنهم فوق القانون ، وأن من ينادى بالعدل ، والمساواة والحرية، واحترام القانون ، قولا ، هم أول من يضربون دولة القانون فى مقتل ، فعلا، وبدلا من أن ينتظرون نتائج التحقيقات ، قرروا اعلان الحرب مبكرا وتوجيه سيلا من الاتهامات وتهديد الدولة ، وابتزازها بشعار "ثوار يناير" ، وعودة الفساد، وهو كلام مطاط للغاية، وسمج ومقيت.
وفى المؤتمر الصحفى الذى عقده كمال أبو عيطة ، وحضره لفيف من النشطاء والثورجية، وبدلا من تفنيد الاتهامات الموجهة إليه خرج علينا مهددا عندما قال : "هناك قضايا فساد كتيرة ومش عاوز أفتح بوقى.. وساكت ، ولابد من محاكمة الفساد فى البلد.. أنا خايف لو يوصل بينا الزمن ويتحاكم كل ثوار يناير"
ثم تعهد الرجل فى المؤتمر الصحفى بإنه لو ثبتت إدانته فى قضايا فساد مالى هيضرب نفسه بالنار ، وقال : "أنا مش خايف على نفسى أنا خايف على البلد دى.. خايف الفسدة يرجعوا تانى وأن هناك حملة لتشويه السياسيين فى مصر، وأنه لم يأخذ شيئا من صندوق تحيا مصر ولا الصندوق الاجتماعى".
وبعد كل هذا الاستعراض العضلاتى من كمال أبوعيطة ورفاقه والنخب البزراميط ونشطاء الغبرة وأدعياء النضال السياسى، فوجئنا بالمناضل الذى لا يشق له غبار وذلك خلال الساعات القليلة الماضية، برد مبلغ 75 ألف جنيه للدولة، وهو المبلغ الذى استولى عليه خلال العام المالى 2013/ 2014 ، حتى يتمكن من تقديم مستند الدفع لنيابة الأموال العامة والاستفادة من قانون المصالحة، ومن ثم تُحْفَظ القضية بعد رد جميع المتهمين أعضاء الصندوق المبالغ المالية.
هذا الاعتراف المفاجئ بعد حالة الصخب وفرد العضلات ، وابتزاز الدولة واتهامها بأنها تشوه صورة الشرفاء، ثبت بالدليل القاطع أن المناضل كمال أبوعيطة حصل بالفعل على مبالغ مالية، والدليل أنه أعادها ، ولا يهم إذا كان قد أعادها نقدا ، أو فى صورة شهادات استثمار بقيمة المبلغ ، المهم إن الرجل حصل على مبالغ مالية.
لذلك أطلب من المناضل أبوعيطة ، ألا ينفذ تهديداته بإطلاق الرصاص على نفسه فى حالة ادانته ، وبما إنه مدان ، فيجب عليه الاعتذار ، وأسأل النخب البزراميط الذين هددوا وتوعدوا "ونفشوا ريشهم ع الأخر" ما هو موقفكم الآن بعدما تبين لكم أن عضلات أبوعيطة "فنكوش" ؟!