الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:05 م
عبد الفتاح عبد المنعم

عبد الفتاح عبد المنعم

«البرادعى» رمز للخيانة وبيع الوطن

1/10/2016 7:01:26 PM
نعم جاء حوار حمدين صباحى مع الزميل وائل الإبراشى مخيبًا للآمال، وعكس استمرار زعيم التيار الشعبى فى طريق مراهقى يناير الذين أفسدوا البلاد والعباد، وتسببوا فى احتلال تنظيم الإخوان الإرهابى مؤسسات الدولة فى 28 يناير 2011، وهو اليوم الأسود الذى أظهر قوة جماعة الإخوان، وميوعه وضعف القوى السياسية الأخرى، ومن بين هذه القوى السياسية التيار الذى كان ينتمى إليه حمدين صباحى، والذى تحالف مع الإخوان عقب وصولهم للحكم، وتحالف مع الموظف الفاشل محمد البرادعى الذى وصفه بأنه زعيم وطنى. وظل حمدين صباحى متقلبًا فى مواقفه، والنتيجة كانت فشلًا سياسيًا لحمدين صباحى، والسبب حالة الميوعة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى أدار بها حياته السياسية، ولذا فإننى أقول للسيد حمدين إن هذه السياسة تسببت فى فشلك أن تكون زعيمًا أو قائدًا سياسيًا يقود ويحكم، وهناك من الأمثلة التى تؤكد صدق كلامنا عنك يا سيد حمدين، فربما نستطيع أن نجعلك تعيد النظر فى رؤيتك للأشياء، فلا تستخدم النفاق السياسى، وتكون مصر هى الضحية، فلا تتحدث بلغة ولسان مراهقى الـ«فيس بوك» و«تويتر» لتنال «التشيير» و«التهجيص» و«اللايك» المزيف لصعاليك التواصل الاجتماعى.

أول الأمثلة التى نقولها لمؤسس التيار إنه متقلب وغير ثابت على مواقفه، والدليل وصفه للهارب الفاشل البوب محمد البرادعى بأنه «رمز وطنى»، ولا أعرف ما السبب الذى يجعل حمدين صباحى يمنح هذا البوب محمد البرادعى المراهق سياسيًا وأخلاقيًا وأدبيًا وثقافيًا لقب «الرمز»، ولا يكتفى بوصفه بالرمز، بل يجعله رمزًا وطنيًا على الرغم بأننا جميعا يعرف تماماً كم الكوارث والفضائح التى ارتكبها الموظف الدولى بوب المراهقين محمد البرادعى الذى رغم موافقته فى الاجتماع الحكومى الذى سبق عملية فض رابعة والنهضة، ولكن لأنه رمز «واطى» فإنه فضل الهروب من ساحة القتال مع الإرهابيين، ولو طبقنا أحكام من يهرب من ميدان المعركة، فإنه كان من الضرورى إطلاق النار عليه، أو تقديمه لمحاكمة عسكرية بتهمة الهروب من ميدان المعركة مع جماعة الإخوان الإرهابية التى دخلت فى حرب مع جيش مصر.. هذا هو موقف بوب المراهقين الذى وصفه السيد حمدين صباحى بأنه رمز وطنى، رغم أننى أعلم علم اليقين بأن زعيم التيار الشعبى حمدين صباحى لا يؤمن بدور محمد البرادعى فى أحداث 25يناير 2011 ولا 30 يونيو 2013، ولكن شهوة الفيس بوك والمراهقة السياسية التى يعيشها حمدين صباحى جعلته يقول عن البرادعى ما ليس مؤمنًا به، فهو يتحدث مع الزميل وائل الإبراشى وعينه على رواد الفيس والتويتر، لهذا لم يكن غريبًا أن يصف البرادعى بالوطنى فهو يخاطب فئة معينة، ولكن لو أراد صباحى أن يعرف حجمه الحقيقى، وأن يقيس شعبيته، فعليه أن يجرب طرح هذه الأفكار على الشعب الحقيقى وليست القلة الافتراضية على شبكة التواصل الاجتماعى.

وإذا كنا نتفق مع حمدين صباحى فى أن مصر مازالت كما هى ولم تتغير، وهى الحقيقة الوحيدة التى نتفق فيها مع السيد حمدين، لأن ما حدث فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 كان مجرد «هيصة» سياسية تخللتها بعض المظاهرات، ونجح الإخوان فى استغلال المناسبتين، الأولى استولوا فيها على البلاد، والثانية تحولوا فيها إلى قوى إرهابية تهدم وتخرب فى البلاد، وهو ما يجعلنى أرى أن أمثال حمدين صباحى مازالوا يعيشون الوهم فى أن ما حدث فى مصر خلال السنوات الخمس السابقة هو ثورات، بل لأن الثورة الحقيقية يجب أن تكون فى العقلية المصرية التى تخلفت عشرات السنين، وأصبحنا أسوأ شعوب المنطقة، واكتفينا بالتنظير و«التهجيص» على طريقة حمدين صباحى، لهذا نحن فى حاجة إلى ثورة جديدة، ولكن ليست على طريقة 25 يناير ولا 30 يونيو، بل ثورة علمية وأخلاقية ودينية لتغيير جذرى فى المجتمع كله.. ثورة لا نحتاج فيها لأمثال حمدين صباحى ولا محمد البرادعى.

print