مع التسليم المطلق، بأن ثورة 25 يناير، كانت تحمل شعارات نبيلة، وأن معظم الذين شاركوا فى الثورة كان يحدوهم الأمل فى غد أفضل، لكن وبما أن الثورة اختطفت من جماعات وحركات فى الداخل، واستٌغلت أسوأ استغلال من جهات ودوّل خارجية لتنفيذ مخطط إسقاط مصر، وإزاحتها من الخريطة الجغرافية، فإن النتائج كانت كارثية. والشاعر العبقرى، الراحل جسديا عن الدنيا، والباقى بإنتاجه الوفير من الشعر، عبد الرحمن الأبنودى فى قصيدته (آن الأوان يا مصر) قال: (يا شارب الدم امسح لحيتك م الدم.. قاتل شباب الوطن بقلب أعمى أصم.. قلبك لا بتحركه أحزان ولا أفراح.. ولا أنت مصرى ولا منا.. أنت مين يا عم؟!). هذا المقطع من قصيدة الخال، لخصت النتائج السيئة والمدمرة للوطن التى تسببت فيها ثورة 25 يناير، عندما أخرجت طوفان الحركات والجماعات والتنظيمات الإرهابية، لتقتل وتخرب وتدمر، وأعاصير المؤامرات الخارجية التى تنهش فى جسد الوطن، لتقتلعه من فوق خريطة الجغرافيا. وللمتباكين من اتحاد ملاك وعبيد الثورة المقدسة، ومرضى «السلس الثورى»، والنحانيح، والنخبة البزراميط، وجماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها والمتعاطفين معها، وحركة 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، لا تتخيلوا إنكم ستخرجون غدا فى ثورة، يحدوكم الأمل فى إسقاط النظام، ثم تستولون على الحكم، وتتصدرون المشهد، أقول لكم خاب ظنكم كالعادة طوال 5 سنوات، لأنه ببساطة شديدة ودون أى جهد فى الحسابات وسقف التوقعات، السيناريو البديل الوحيد لإسقاط النظام، داعش الذى سيقفز ويسيطر على كل المقدرات، وسيتم بيع نسائكم وبناتكم وأمهاتكم سبايا، واغتصابهن أمام أعينكم. إلى كل هؤلاء، بجانب البرادعى وصباحى والأسوانى وخالد على وممدوح حمزة وعمرو حمزاوى، تعالوا نتناقش انطلاقا من أرضية العقل، والنتائج، ونقول ماذا كانت نتائج أطهر ثورة مقدسة منذ بدء الخليقة، 25 يناير: دشنت الفوضى، وزهقت أرواح الآلاف من خيرة شباب مصر، وتشريد الآلاف من العمال فى القطاع السياحى وإغلاق الفنادق والشركات السياحية، وإغلاق 250 مصنعا، وتسببت فى أن تستغل إثيوبيا حالة الارتباك والفوضى فى مصر، وتقرر بسرعة بناء سد النهضة مهددة بقتل المصريين عطشا. 25 يناير، نعم ذكرى، ولكن ذكريات مريرة، مثل إننا كنا نقف أمام منازلنا مرعوبين، وممسكين بسكينة المطبخ لحماية أسرنا، والقلق يقتلنا على أبنائنا عند نزولهم لشراء حاجات البيت أو يذهبوا لدراستهم، إننا نقضى شهر رمضان على أضواء الشموع ولا نعرف متى الكهرباء تأتى، إننا ننتظر أياما أمام «البنزينة» للحصول على البنزين أو السولار، إننا نستيقظ على سرقة السيارات وخطف الأطفال والنساء والكبار، إننا نشاهد على القنوات الفضائية الخراب والقتل والدمار، وسيلا من الشتائم الوقحة للجيش والشرطة وكل الشرفاء، وفتاوى التكفير، إننا نشاهد القتل والخراب والتشريد فى سوريا وليبيا والعراق واليمن، وأنتم تعتبرونها حرية وثورة وديمقراطية، إننا نرى البلطجية أصبحوا ثوارا، ومن يُقتل منهم يصبح شهيدا، بينما شهداء الجيش والشرطة، قتلة، ونرى تركيا وقطر وأمريكا يتأمرون، ونسفه ونسخف من هذه المؤامرات. ونسرد لكم الوضع الأن، نرى بأعيننا تحسن الأوضاع فى البلاد، وعودة الاستقرار، والإنجازات تتحقق على الأرض، ومشاريع التنمية على كل شبر فى ربوع الوطن، ويعيد مصر لدورها الإقليمى، وتحصل على عضوية غير دائمة بمجلس الأمن، والإعلان عن أن عام 2016 عام الشباب، وافتتاح بنك المعرفة، ومع ذلك يخرج مرضى السلس الثورى ليسفهوا ويسخفوا منها. والسؤال هل يسمح المصريون بتكرار تلك المشاهد الكارثية، ويتركوا مصير بلادهم لمرضى السلس الثورى؟!