بداية، لفتت نظرى بشدة جملة «اخلعوا نعالكم على أبواب سيناء، فقد ارتوت أرضها بدماء الشهداء»، متداولة على مواقع التواصل الاجتماعى، فجعلتها عنوانا لهذا المقال.
الجملة زلزلتنى بعنف، من فرط روعتها، ودلالاتها العظيمة، وكونها معبرة لما يسطره أبناء القوات المسلحة والشرطة من بطولات وتضحيات على أراضى الفيروز، يدافعون عن مقدرات وطنهم، وحمايته من قوى الشر المتمثّلة فى جماعات وتنظيمات إرهابية، وتسيل دماؤهم لتروى ثرى سيناء، وتنبت الريحان والياسمين.
عذرا لكل المدن الشهيرة، والمدهشة، والمقدَّسة، على هذا الكوكب، عذرا لبلد الجن والملائكة، ومصانع العطور الشهيرة «باريس»، فقد أصبحت سيناء مدينة العطور غالية الثمن، ورائعة الريحة. نعم دماء شهداء مصر، أذكى من كل عطور الأرض، ويجب على كل زائر لسيناء أن يخلع نعليه على أعتاب مداخلها، ويتطهر قبل أن تطأ أقدامه الأرض المقدسة، فهناك سالت دماء المئات من أشرف وأطهر من أنجبت مصر، جنود الجيش والشرطة، فروت أرضها وطرحت ثمار الأمن والأمان والكرامة والكبرياء. هناك، على أرض الفيروز، انقض جندى مجند محمد أيمن، واحتضن الموت، فى مشهد أخجلنا جميعا، وأشعرنا بأننا أقزام، لا نملك من أمرنا إلا تجارة الكلام، واعتلاء منابر التوجيه والتسخيف والتسفيه.
محمد أيمن، ورفاقه، كشفوا عورات الشواذ فكريا، والشواذ جنسيا، والمتعاطفين معهم، وأصحاب البنطلونات الساقطة، وأعضاء ثورة «البوكسر»، ونحانيح 25 يناير، ومرضى التثور اللاإرادى، وخبراء القلووظ، ووضعوهم فى حجمهم الحقيقى والطبيعى.
رجال الجيش والشرطة من الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن، وروا بدمائهم الزكية أرض سيناء، أطهر وأروع رائحة من النشطاء «المعفنين» أعداء الماء والاستحمام، وأصحاب الشعر المنكوش والطويل والمربوط «بتوكة»، وممثل الواقى الذكرى، وشبيهه شادى فاهيتا. ورغم اختلال معايير تقييم الأمور، وتشويه المفاهيم، واعتلال القيم الأخلاقية على يد اتحاد ملاك ثورة 25 يناير، فإنه سيبقى كل من يدافع عن وطنه بتقديم روحه ودمائه فداء وتضحية، يظلون بين شفرات عيوننا، وفى سويداء قلوبنا، وذاكرة تاريخ بلادنا، مسطرة بحروف من ذهب.
لن تؤثر حملات التشويه الممنهجة التى يقودها نحانيح الثورة ونشطاء الهم والغم، ضد جنود الجيش والشرطة، قيد أنملة فى خلق حالة من البلبلة والشك والريبة بين الشعب ومؤسساته العسكرية والأمنية، وكل من يقف مدافعا عنهم، وعن بلادنا ضد المخططات الهادفة للتدمير وإثارة الفوضى، فقد وعى الشعب وأدرك حقيقة فاقدى الانتماء والولاء.
وهل يتساوى محمد أيمن محتضن الموت الذى ضحى بروحه فداء لزملائه، بأحمد دومة الذى أشعل النار فى المجمع العلمى، أو أسماء محفوظ، ومحمد عادل وعبدالرحمن عز الذين الذين دعوا لاقتحام مقر وزارة الدفاع فى يوم أسود وعار على كل من شاهد وصمت وكل من دعم وتعاطف مع هذه الكارثة.
لا يمكن أن يتساوى من يقف على الحدود وسط عواصف الثلج شتاء، وتحت أشعة الشمس الحارقة صيفا، بالذى يناضل خلف الكيبورد ويدعو لإثارة الفوضى، واقتحام المنشآت العامة، ثم نجد من نصبوا أنفسهم نخبا ومتحدثين باسم الشعب، يضعون هؤلاء الفوضويين على أعناقهم، ويصيبهم شلل الألسنة، وعمى البصر والبصيرة أمام البطولات التى يسطرها جنودنا على كل شبر على أراضى الوطن.
نخبة العار تُعلى من شأن الفوضويين وتضعهم فى مرتبة القديسين، وتبخس حق المضحين والمقدمين أرواحهم فداء لوطنهم، فى اختلال لميزان العدل والحق والقيم الأخلاقية ومرؤة الرجال..!! ولك الله يا مصر...!!!