السبت، 23 نوفمبر 2024 09:04 ص
أكرم القصاص

أكرم القصاص

ثمن الجنون فى الشرق الأوسط

2/16/2016 11:17:32 AM
تريليون دولار ثمن قتل العرب لبعضهم من المدهش أن دولا فى المنطقة لا تزال تجهز لحروب جديدة، كأنها لم تشبع من الخراب.

الأمر بحاجة إلى عاقل يوقف عجلات الحرب والصراعات الطائفية والمذهبية التى استهلكت ما يتجاوز تريليون دولار خلال خمس سنوات تقريبا حسب تقديرات غير رسمية، فالحرب فى العراق وسوريا واليمن وليبيا هدمت البنية الأساسية، المنازل والطرق والكبارى والصرف والمياه والمدارس والمستشفيات. أما فاتورة السلاح التى ذهبت إلى تجار السلاح فى العالم تتجاوز 300 مليار دولار خلال 5 سنوات.

الشرق الأوسط التعيس لا يزال يجد من بين أغبيائه من يواصلون إشعال الحروب، ويجهزون لجولات جديدة من الخراب يستهلكون فيها المزيد من السلاح ليمولوا المصانع الأوروبية والأمريكية لصناعات السلاح، بينما يكتفى الغرب بمصمصة الشفاه ونشر القصص الرائعة عن حسن استقبال اللاجئين، ولا يقول لهم إنه كان من الممكن ألا يكون هناك لاجئون لو توقفت مصانع السلاح قليلا.
البعض يتحدث عن حرب برية فى سوريا وكأنها لم تشبع. ولم تستكمل فواتير الحروب. ومن يريد المزيد يمكنه الاطلاع على تقرير البنك الدولى وهو ممثل المصالح الغربية، أول فبراير «بالأرقام.. تكلفة الحرب والسلام فى الشرق الأوسط»، يقول إن الحرب أثرت على نحو 87 مليون شخص فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هى العراق وليبيا وسوريا واليمن، وهم حوالى ثلث سكان المنطقة، تضرَّرت المنازل والمستشفيات والمدارس والأعمال والغذاء والمياه.. أصبح 13.5 مليون مشرد وجائع فى سوريا يمثلون نصف السكان، و21 مليونا فى اليمن، و2.4 مليون فى ليبيا، و8.2 مليون فى العراق.

ومنها دول بترولية أصبح مواطنوها فقراء، من فاتورة السلاح والخراب. 240 مليار دولار ثمن الحرب. وتواجه تركيا ولبنان والأردن ومصر مُعوِّقات اقتصادية والأردن يحتاج 2.5 مليار دولار سنويا لـ630 ألف لاجئ سورى. تأثرت لبنان من مليون لاجئ سورى، وتضاعف معدل البطالة. ولو انتهت هذه الحروب اليوم فإن هذه الدول تحتاج بين 10 إلى 20 عاما لتستعيد نفسها وتعيد بناء ما خربته الحروب، ليبيا تحتاج 200 مليار دولار على مدى 10 سنوات، وسوريا والعراق واليمن- تحتاج عقدا أو اثنين لتعود إلى ما كانت عليه، كل هذا ومازال هناك من يتحدث عن حروب جديدة، يحصل على ثمنها صناع وتجار السلاح، ويدفع الثمن مزيد من الفقراء والجوعى واللاجئين، يمثلون مشكلة إنسانية تستدر دموع مواطنى أوروبا وحكوماتها، ممن لم يستوقفهم أنهم يمولون رفاهيتهم بدم ومستقبل هؤلاء اللاجئين.
نصف أو ربع هذه المليارات كان يكفى لتحسين مستوى الخدمات.. لكنها معادلة الأغبياء مع الأغبياء الذين يمولون موتهم ودفن أنفسهم.

print