متى يشتغل مجلس النواب «أبو لايحة»؟! احتار الناس وأصابتهم اللخبطة، من الطريقة التى يعمل بها مجلس النواب الذى انتظروه لكنه لا يزال فى حالة تسخين.
ولا نعرف إن كان الموقر يلعب بطريقة أربعة اتنين أربعة، أم بطريقة أربعة وأربعين يوما إجازة.
لأننا ومنذ انتهينا من التشكيلة النهائية للمجلس الموقر لا يبدو لديه أى شعور بالمسؤولية، تجاه ناس تنتظره، وتتوقع أن يتخذ من الخطوات ما يبرهن على أنه برلمان وليس مكلمة إنشائية. ويقول إنه مضغوط تشريعيا بينما هو «مزنوق لائحيا».
مجلس النواب عمل لعدة أيام لا تعد على أصابع اليد، ثم تفرغ لإعداد اللائحة، ومن يومها غطس الموقر فى بحور اللائحة، يجهز لها ويفكر ثم يفكر. مع أننا رأينا وتفرجنا على كل أنواع الحيل البرلمانية والمشاجرات، ونواب لحسن الطالع يمارسون التصريحات الفضائية والصحفية ويتصورون وهم يمارسون مهمة المشى فى المكان، ناهيك عن نواب الأقوال العجائبية الباحثين عن كاميرا أو صورة.
وكل منهم يجهد نفسه للبحث عن أفضل الإفيهات لموسم الشتاء. وعلى الهامش مشاجرات ومصادمات و«المجلس فات».
مجلس النواب اجتمع فقط لنظر قائمة قوانين أنهاها فى ساعات، وقلنا إنه سوف يتفرغ للبحث عن التشريعات الضرورية المطلوبة على وجه الاستعجال، أو يدرس مع الحكومة كيف يمكن ترجمة الدستور إلى قوانين، وما الذى يحتاج تشريعات أو تعديلات، لكن الموقر رفض قانونا واحدا وطلع إجازة طالت، ولا نعرف إن كانت سوف تنتهى أم أنها مستمرة إلى ما بعد الإجازة الصيفية.
ونظن أن الموقر لا يخترع لائحة من العدم، وإنما هو يطور ويعدل على ما كان موجودا، مع العلم بأننا لدينا حياة برلمانية منذ أكثر من قرن، وما يتم هو إضافات أو حذف، لكننا نتفرج على بعض السادة النواب وهم يطالبون بمزايا لهم ولأسرهم فى جوازات السفر الدبلوماسية، أو فى السفر والعودة، مع أننا نعرف أن الحصانة وتوابعها من جوازات دبلوماسية أو غيرها، ممنوحة للسيد العضو لزوم العمل وليس لزوم المنظرة والفسح.
ولا تمتد لغيره، ناهيك عن أن الدعوة لزيادة البدلات أو غيره لا تبدو مناسبة فى وقت تعانى فيه البلد كلها ومواطنوها من أزمة اقتصادية، وإذا كان المواطنون عليهم أن يتفهموا فالأولى أن يضع هؤلاء حصوة فى أعينهم على الأقل فى هذا الوقت، ولا أحد ضد أن يحصلوا على ما يكفيهم وما هو مناسب مع مراعاة الظرف العام. وحتى هذا كله لا يستلزم كل هذه الفترة لإعداد لائحة خاصة، وأن المجلس لم يصدر منه حس ولا خبر تجاه ما يحدث فى الشارع من صدامات وخلافات، وأمور تحتاج إلى أن يتدخل الموقر بصفته قريب الشعب المصرى.
وأن تنتهى فترة الحضانة ليبدأ العمل، خصوصا وأن المواطنين ينتظرون من الموقر الكثير، أكثر من المنظرة والتلاعب بالألفاظ، والسير بسرعة السلحفاة.