السبت، 23 نوفمبر 2024 01:18 ص
أحمد التايب

أحمد التايب

هل يعود "العكش" من جديد؟

3/5/2016 4:46:48 AM
من المعلوم لدى الجميع أن توفيق عكاشة، أصبح نجم شباك من الدرجة الأولى، وتفوق على نجوم السيما والدراما فى الكوميديا وإطلاق الإفهات والضحكات عبر مواقفه الطريفة سواء كانت فى ساحات الإعلام عبر قناته التى يمتلكها وهى الفراعين، أو فى حرم البرلمان، ولا شك أيضا أنه ظاهرة إعلامية نمت وترعرعت بعد ثورة 25 يناير، وأنه أدخل نمطا جديدا فى الإعلام، يقوم على السرد والحكى فى القديم والحديث فى وقت واحد، حيث يأتى بقصة من هنا وأخرى من هناك مع اختلاف الأشخاص وأماكن الأحداث ويكون حريصا على قول رأيه الشخصى فى هذه القصص والحكايات، ولا ينتظر تعقيبا من أحد، فلديه القدرة على مواصلة الحكى والرغى لعدة ساعات متواصلة دون كلل أو ملل، ومن المعلوم أيضا أن توفيق عكاشة، شخصية مثيرة للجدل، فالبعض يؤيدها ويعشقها، وفى نفس الوقت له منتقدون كثر ورافضون لأسلوبه وطريقته فى الحديث، لكن من الغريب أن من يحرص على متابعة توفيق عكاشة لعدة أيام متواصلة ويشاهده بعين الناقد، يجد أن لديه فى حكاياته معلومات وأسرارا كثيرة، ولم يجد أيضا أن عكاشة شر مطلق كما وصفه كارهوه وطبعا ليس خيرا مطلقا.

ومن المعلوم أيضا أن عكاشة أصبح من أشهر الكاريزميات المصرية التى عندما ينطق اللسان أحرف اسمها تنتفخ الأواجن وتحمر العينان ضحكا، لما يستدعيه العقل الباطن من إفيهات ومواقف طريفة لهذا الرجل، الذى استطاع أن يحقق شهرة إعلامية تصل لحد وصفها بأنها ظاهرة الإعلام المصرى الحديث، وتجلت هذه الظاهرة وذاد بريقها ولمعانها عندما حقق أرقاما قياسية فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة بدائرة نبروه بالدقهلية، ليصبح أكثر النواب حصولا على عدد أصوات ناخبين، لتدفع تلك الأرقام صاحبها ليعلن عن قنبلة بأنه سيرشح نفسه رئيسا للبرلمان المصرى، وأنه هو الأحق بالكرسى، ومع هذا الإعلان جن جنون المصريين، متسائلين هل يفعلها العوكش ويكون رئيسا للنواب؟ وهنا ظهرت الأصوات وشمر المحللون والإعلاميون عن سواعدهم لاستضافة النائب وتشريح تصريحاته وشخصيته، وبعد أن قرر النواب أن يكون عبد العال رئيسا، سارع عكاشة بوضع لاصقة على فمه معبرا عن اضطهاده بالمجلس، حتى وصلت شطحات النائب المثير للجدل فى دخول معركة مع رئيس البرلمان تنتهى بطرده من تحت القبة، وتحويله للتحقيق بناءا على طلب النواب، إلى أن جاءت الشطحة أو الطامة الكبرى، باستضافة السفير الإسرائيلى فى منزله، للتتسابق الصحف والإذاعات اليهودية بتناول وتحليل الخبر والاستفادة منه سياسيا واقتصاديا باعتباره نائبا ممثلا عن الشعب المصرى، وأيضا لم تتوان وسائل الإعلام المصرية من الهجوم على "العوكش" وتقطيعه إربا على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، ولم يسلم العوكش من رواد مواقع التواصل الاجتماعى من إطلاق "كوميكسات وتدوينات وهاشتجات" للسخرية منه، باعتبار فعلته هذا فضيحة بمعنى الكلمة، لأن ذلك يعتبر تطبيعا صريحا باسم البرلمان المصرى مع من يقتل وقتل ونهش أعراضنا فى الماضى وأعراض أشقائنا فى فلسطين فى الماضى والحاضر، والله أعلم بالمستقبل.

ولأمانة القول لابد من ذكر وجهة نظر النائب وخاصة فى الشطحة الأخيرة لأنها تمس كل المصريين، لأنهم شركاء فى الدم والعرض، حيث برر عكاشة استضافته للسفير الصهيونى، قائلا: إن سفير إسرائيل بالنسبة له يتساوى مع السفير الأمريكى أو سفير أى دولة عربية.. وهناك دستور وعلاقات دولية تحكمنا جميعاً، وتساءل: متى سنكون صرحاء مع أنفسنا؟ وهل توجد علاقات مع إسرائيل أم لا؟.. وهل اخترقت إسرائيل معاهدة السلام على مدار تاريخها؟ مستطرقا للحديث عن سد النهضة، قائلا: إن سد النهضة أمامكم وإسرائيل فى ظهركم، فإما أن تضربوا هذا أو ذاك، وأظن أنكم لن تفعلوا هذا، وأن قصة المقابلة التى وافق عليها السفير الإسرائيلى بدأت بعدما طلب السفير الإسرائيلى منى كتابى الجديد (دولة الرب فى الماسونية والألفية السعيدة)، ودعانى إلى أن أكتب له إهداء على الكتاب، فوافقت، وأنه أرسل لى السفير الإسرائيلى مع أحد الأصدقاء يجس نبضى ويسألنى: هل توافق على مقابلة السفير الإسرائيلى لو أراد الجلوس معك؟، قلت له: أوافق ونص، وأخبرته بأننى سأعقد له عزومة على العشاء ووصفته بالعشاء الثقافى، ويجب علينا العودة لفكر الرئيس الراحل أنور السادات، أما إذا تجمدت أفكارنا عند فكر جمال عبد الناصر ستسقط الدولة.

وفى نهاية الحديث نستطيع القول أن النائب توفيق عكاشة فقد عقله بتحديه لمشاعر المصريين الذين يرفضون التطبيع مع العدو الصهيونى الذى قتل وذبح أبناءنا وأشقاءنا ويعيث فى الأرض فسادا، وأنه كتب لنفسه أسوأ نهاية لإعلامى وبرلمانى أحبه البسطاء من الشعب، متسائلين، هل تكتب هذه الشطحة نهاية فيلم الأسطورة عوكش؟ وخاصة بعدما أسقط البرلمان عضوية النائب، وإعلانه إغلاق منبره الإعلامى وهى قناة الفراعين، وبعد إسدال الستار عن نهاية فيلم العكش نجد أنفسنا أمام سؤال آخر يطرح نفسه، هل يعود العكش بثوب جديد فى المستقبل؟

print